رحيل المؤرخ العراقي الكبير الدكتور هرمز أبونا
نسأل الله له الرحمة والغفران .
غاب عن دنيانا رجل قدير كرّس الكثير من وقته للبحث وإثراء المكاتب العراقية وتعريف العالم بالقضية الآشورية والتاريخ الآشوري الحديث.
طوى صفحات عمره بعد أن كشف الصفحات المطوية في التاريخ الآشوري القديم والحديث .
وسنبقى نتذكر رابي هرمز أبونا بأعماله وأقواله:
- "سأتابع كتابتي تاريخ الأمة الآشورية حتى النفس الأخير".
- "كم هي عظيمة هذه الأمة، وكم هي خالدة، وكلما قرأت أكثر، واطلعت على مصادر أكثر، أكتشف كم هي مبهرة حضارتها".
- "أنا من أمة عظيمة فعلاً، حيث أغدقت على الإنسانية عطاءً ثراً وحضارة فذة، تشهد لها متاحف العالم".
نبذة عن حياة الفقيد الدكتور هرمز أبونا:
ـ ولد في بلدة ألقوش الآشورية في بلاد آشور شمال العراق عام 1940 لأبوين فاضلين هما موسى أبونا و مريم أسمرو .
ـ درس الإبتدائية في ألقوش ثم انتقل إلى بغداد في عام 1952 حيث أكمل دراسته الإعدادية و الثانوية والجامعية فتخرج من جامعة بغداد قسم الحقوق في عام 1963 .
ـ عمل في عدد من الشركات و المؤسسات وتزوج من السيدة الفاضلة نني عيسى رشو في عام 1967 واكرمه الله بثلاثة أولاد.. فرات ورافد وخلدون.
ـ في عام 1982 غادر مع عائلته إلى إنكلترا لمواصلة دراسته العليا فتخرج بدرجة الدكتوراة من جامعة إكْستر في لندن وكان موضوع أطروحته "القبائل الآشورية المستقلة في تياري وهكاري وعلاقتهم بالأكراد والأتراك" .
ـ في عام 1988 غادر إنكلترا ليستقر نهائياً مع عائلته في كندا - مقاطعة أونتاريو.
ـ رغم إصابته بسلسلة من الانتكاسات الصحية إلا أنه واصل كتابة تاريخ شعبنا الآشوري وأنتج ما مجموعه إثني عشر مجلداً تغطي الفترة الزمنية الممتدة ما بين سقوط نينوى و حتى يومنا هذا طُبِعَ البعض منها و البقية تنتظر الطباعة .
- توفى ولده الأوسط المأسوف على شبابه رافد 1970-2008 أثر أزمة قلبية مفاجأة وهو في عمر الثامنة والثلاثين بيوم أسود كان يصادف 18-11-2008 .
تأثر الدكتور هرمز أبونا على فقط ولده وحزن أشد الحزن على هذا المصاب الجلل .
ـ قدّم المئات من المحاضرات في العديد من الجامعات العالمية في كل قارات العالم والمعاهد والمنظمات ووضّح فيها تاريخ الشعب الآشوري وما تعرّض له من مآسي و لا سيما في القرون الأخيرة.
- ولعل آخر حضور شخصي له في مناسبة عامة كان حينما كرّمته كنيسة المشرق الآشورية ممثلة بنيافة الأسقف الجليل مار عمانوئيل يوسف في حفل عشاء أقيم على شرف الراحل الكبير في مدينة تورونتو- كندا في 19-04-2009 تقديراً لعطائه المتواصل في خدمة التاريخ الآشوري.
- توفي في مدينة تورونتو- أونتاريو- كندا يوم الأثنين عصرا في الساعة الرابعة بتاريخ 27 نيسان 2009 تغمده الرب برحمته وألهم عائلته والعراق والأمة الآشورية وكل أصحابه ومحبيه وتلاميذه وطلابه الصبر والسلوان.
صلوا لأجله
صلوا لأجله
صلوا لأجله
هرمز أبن مريم
بكل الصلوات وبكل الأديان
فهو يستحق المغفرة والرحمة والراحة
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين