نوروز للعراق وليس لكردستان

لايختلف اثنان ان النظام السابق لم يكن حكيما.
واذا كان العاقل يعلم بان العلم والمعرفة لايمكن لاحد ان يحتويها كلها....واذا كان المتوازنون من الحكام يستأنسون باراء الاخرين من ذوي الاختصاص....فان مصيبة النظام السابق هو الا احد كان يجرؤ ان يفتح معه فاه ليسديه نصيحة.

وهكذا وقع صدام في اخطاء تتبعها اخطاء ثم اخطاء واخطاء.
ومن تلك الاخطاء الساذجة هو ان النظام يوم كان يتحسس خطرا من ممارسة معينة فان الحلول الوحيدة التي كان يعرفها هو ان يلغي الحدث ويقصي انصاره .

فيوم يرى الشيعة يتجمعون ليمارسوا طقوسهم ويتوجس ان تكون تلك الطقوس مرتعا لتصول به العمامة بغية تشكيل وتحريض مسّيس يندفع لانهاء هذا الحدث والغائه بكل قسوة مانحا اعدائه فرصة اتهامه بالطائفية والعمل الدؤوب على ترسيخ تلك الفرية في قلوب وعقول ابناء المذهب الشيعي.

ويوم يرى الكرد وهم يحتفلون باعياد نوروز وتصله رائحة التعنصر القومي الذي يؤسس للانفصال ويركض وراء حلم الدولة القومية الكردية تؤكدها افعال تمرد ذات تاريخ طويل يرى ان الانسب هو ان يلغي هذا العيد ويخفي المحتفين به في غياهب السجون او ظلمات القبور ومرة اخرى يفتح الباب امام الطامحين من اعدائه ليصموه بوصمة الشوفينية القومية والعداء للكرد.

لم ينتبه صدام بان هذه الفعال كانت لها ردات عكسية بالنقيض مما اراد.
فهي وان اختفت ممارساتها من الشارع العراقي..لكنها بقيت حبيسة دفينة القلب..
وكل ماكانت تتوق اليه وتنتظره كي تخرج من محبسها الفرصة المناسبة.
وحتى يتحقق الامل كانت الناس تملؤها الضغينة وهي تخطط وتنتظر لحظة الانتقام والثأر....لم تمت تلك الاحداث لكن كانت باجازة اجبارية وما كان يمكن ان تكون احداثا اعتيادية عابرة تحولت لاقداس كبيرة تمّسك بها اصحابها بكل ماصارت تحتويه من رمزيات ورسائل.

وحتى نكون بخير ونتخلص من ذلك الماضي المأساوي علينا كعراقيين ان نفعل الاتي:
نوروز عيد جميل....نوروز عيد للفرح وما احوجنا لهذا الفرح اليوم.
ليس الصحيح ان يحتفل به الكرد وان يقول العرب لهم كل عام وانتم بخير...بل الاصح ان يحتفل العرب معهم وان يكون نوروز لكل العراق.
كما وان الطقوس الشيعية اذا في يوم نجحت بان تلبس لبوسا حضاريا كاعياد نوروز يجب ان تكون ايضا مناسبة ليحتفل بها كل العراقيين.

هذه هي الطريقة التي يمكن بواسطتها ان نفّرغ تلك الاحتفالات من جوهرها المتعنصر ونحولها لايام احتفال جميل يسهم في توحيد العراقيين واشاعة الالفة والمحبة بينهم .

كل عام وانتم بخير ايها العراقيون بمناسبة اعياد نوروز.

samialrubaiee@msn.com