أنخاف الكرد؟ ام نخاف عليهم؟
هم شركاؤنا في الوطن.
لكنهم لايشعرون بانهم كذلك بغض النظر عن تصريحات قادتهم المخادعة.
نالوا حصتهم من هدايا ومكرمات القائد.
احيانا كانت تلك الهبات الموجعة باطلا وفي احيان اخرى كانت حق.
فعمالتهم وتأمرهم على العراق حقائق تاريخية لايمكن تزويرها بسهولة.
ومع ذلك فحق القائد كان دوما غير مناسب.
فالكل يعلم ان الرجل كان مهووسا بفرط استخام القوة وقد فعل ذلك معهم ومع غيرهم.
وكان يؤمن بان اعناق عشرة ابرياء خسارة مقبولة جدا ان ادت لقطع عنق خطّاء واحد.
وكان من الذين لايشعرون بالراحة والنهايات معلّقة لذلك كان الشك يكفي ليضرب ضربته التي تقسم ضهر المشبوه واهله وصحبه ومن سلّم عليه قبل سنين.
وكان العقاب الجماعي عنده من الدروس الهامة التي دأب على تعليمها للعراقيين.
وهو من انصار مقولة اضرب الضعيف ضربة تقصم ضهره ليرعوي القوي.
لكن ذلك كله صار من الماضي.
وصار الخوض فيه والاصرار عليه لاينطلق من مبدأ الخوف من تكرار الماضي كما يّدعى ولكن من باب الجلوس في سوق المضلومية وبيع اكبر قدر ممكن من الشعارات والبكائيات لتحقيق اكبر حجم من المكاسب الغير مشروعة.
يبقى السؤال الهام ان كان علينا ان نخشى الكرد؟
واقول نعم الحذر واجب.
والتعامل معهم لايجب ان يعتمد بعد اليوم على الصراخ والتصريحات.
بل لابد من التحرك واتخاذ الاحتياطات اللازمة بصورة عملية وفاعلة.
يجب ان يرانا الكرد ونحن نعمل ولنتركهم في اعتراضاتهم فلن يسمع لهم احد.
ومع الايام سيدرك الكرد باننا جادون وحينها قد يقرر عقلائهم ان الوقت قد أزف لتكون سياساتهم اكثر حكمة واكثر قربا من الشعب والوطن.
على الكرد ان يفهموا الاتي فلا يخرجون علينا بترهات:
ان يكونوا جزءا من الشعب العراقي وجزءا من الوطن حقهم لافضل لاحد عليهم بذلك.
ان يعيشوا كمواطنين من الدرجة الممتازة وان يتقلدوا مناصب الدولة العليا بما يتفق مع حجمهم اليوم ومايتفق مع توفر الكفاءات بينهم في المستقبل امر على كل عراقي ان يضمنه لهم ولو بدمه.
لكن ان يتصرفوا بلا مسئولية ويصدروا القرارات حسب اهوائهم ويتلاعبوا بثروات ومقدرات العراق كيفما شاؤوا بلا حسيب او رقيب فهم مخطئون تماما.
ان يستمروا بتصديق وهم القوة خبل كامل.
ان يناموا في فرشهم ويحلموا انهم صاروا بضعة من امريكا او اسرائيل جهل كبير.
ان يعتقدوا ان عرب العراق سيسكتون على اذلالهم وعدم السماح لهم بدخول شمالهم دعوة لشعبهم بالانتحار.
ان يتصوروا باننا اغبياء ونجهل دورهم في الصراعات والنزاعات التي تجري في العراق بعد كبير عن الحقيقة.
في احسن الاحوال كان الكرد يموتون فرحا برؤية الشعب العراقي يتقاتل.
طالما طال امد الصراع بين العرب على الخلفيات الطائفية طالما احس الكرد بالراحة والامان
واقل مايقال عن هذا الموقف انه موقف غير شريف وغير وطني.
سيختلف السنة والشيعة فيما بينهم على خلفية ذلك الصراع الطائفي النجس.
وسيشعر العراقيون بخسة التدخل الايراني والسوري في شؤونهم.
لكن كل هؤلاء ومعهم العرب غير العراقيين وتركيا ايضا يدركون خطر الطموح الكردي وهم عازمون على افشاله وحينها لن يجد كرد العراق غير حضن دولتهم لترأف بهم.
نعم علينا ان نحذر الكرد لكن الاولى هو ان نخاف عليهم من انفسهم.
فقداتهم مجرد كاذبون وهم يتلاعبون بمقدرات اهلهم الكرد.
يتكلمون عن الديمقراطية ويوم ان يسمع الطلباني بحزبه صوتا غير صدى صوته يقرر طردهم.
ثم ياتي مسعودهم ليدين العشائرية والقبلية المتخلفة ويرفض تشكيل مجالس الاسناد وكل من يقف على يمينه وشماله من بعض افراد اسرته وعشيرته.
فعلى من تكذبون؟!
انتم جزء صغير من ابناء الشعب.
لكنكم جزء مهم نعتز به ولاننوي التفريط بكم.
لهذا عليكم ان تتصرفوا وفق حسابات هذا الحجم ومعطيات الواقع والفهم الصحيح لسياسات الغرب حتى لاتتفاجئون بالمتغيرات وتجدون انفسكم مرة اخرى على رؤوس الجبال.
اما ان تقفوا امام الشعب لتهددون وتتوعدون الا فاعلموا ان انتقامنا شديد وغضبة الحليم تكون قاسية فعودوا لرشدكم ومازال الباب مفتوحا لكم لكن ليس لوقت طويل.
اللهم اني بلغت اللهم فاشهد.
samialrubaiee@msn.com