أنبأتكم بهوى الكـــرد وصـــدقت
مازال الخلاف قائما بين العراق وامريكا حول الاتفاقية الامنية.
ومازالت الاذرع الايرانية في العراق الحكيمية والصدرية تقوم بنفس الأدوار المرسومة لها من قبل سيدهم الايراني.
الحكيم يتخذ اليوم موقفا وسطيا بمباركة ايرانية فهو معارض للاتفاقية طالما ظل هذا ممكنا لكنه سيوافق في مرحلة ما اذا ماصارت الاتفاقية ملزمة وهكذا يبقى المجلس الاعلى الايراني حاضرا دوما بالصورة ودوما في قمة هرم السلطة وحماية المصلحة الايرانية مع او بدون الاتفاق مع امريكا.
واما الصدريون فقد صدقوا وعدهم دوما ان يكونوا اغبياء ابدا فعليهم وبتوجيهات ايرانية ان يكونوا معارضين وحتى الرمق الاخير وان يصلوا بمعارضتهم الى ابعد المديات وسيعترضون ويتظاهرون ويصرخون وسيعتقد بعض البسطاء انهم فعلا وطنيون يخافون على الوطن فان تم لهم مايريدون وتحّصلوا على ماترجوه ايران جاء الحكيم وخطف ارباحهم وان فشلت مساعيهم صاروا الحطب شانهم دوما واتتهم الضربة القاصمة من جديد ورحت تسمع الصغير والعامري يصم الصدريين بانهم اعداء العراق واعداء مصالحه واعداء التطور والتقدم لهذا البلد.
اما الكرد فموقفهم لايحتاج لتفسيرات معقدة.
فهم تكاد عبراتهم ان تخنقهم وهم يدركون بانهم وضعوا انفسهم بموقف لايحسدون عليه,
الكرد يعرفون جيدا انهم فشلوا في اقامة دولتهم يوم كانت كل دول العالم تحميهم ايام الحصار
وفشلوا في ذلك اليوم ايضا وامريكا تحتل العراق.
وفعالهم في السنوات الماضية للاحتلال جعلتهم فعليا منعزلين عن باقي ابناء الشعب العراقي بل وحتى عن اغلب القوى السياسية بما فيها التي كانت البارحة حليفة لها وشريكة باقتسام الغنيمة.
وبات من الواضح ان كل الانجازات التي تحققت حسب رايهم مهددة بالزوال بمجرد خروج المحتل سواءا احدث ذلك اليوم او بعد خمس سنوات.
وانطلاقا من ذلك قلت لكم على صفحة كتابات يوم بدأ هذا التوتر حول التفاقية بان علينا اقتناص هذه الفرصة مالم فان الكرد سيبصقون علينا وسيوقعون اتفاقيتهم مع امريكا ويتركونا نتخبط في غيّنا وهاهم الكرد يصدقون نبوءتي ويعلن مسعود الحقود استعداده لاستضافة القواعد الامريكية في شمال العراق اذا لم يتم توقيع الاتفاق مع امريكا.
اذا ماحدث ذلك وحصل مسعود على مبتغاه فان على العراقيين ان ينسوا شمالهم وسيكون العراق الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها شمال.
وسينتقم الامريكيون من ساسة بغداد شر انتقام وسيرفعوا ايديهم عن جنوب ووسط العراق لتتنازعه ايران والدول العربية ويتحول لساحة صراع للنفوذ وسيدفع اهلنا ثمن عمالة الحكيم والصدر لايران بدمائهم وارواحهم ومستقبلهم.
لاشك ان الترتيب الكردي المعروض على امريكا لايضر بمصالحها بل يحققها جميعها باستثناء بعض الحرج ازاء عدم الرغبة التركية بتعزيز الموقف الكردي.
اذا ماتحقق للكرد مايريدون وانفصل شمال الوطن عن الجسد العراقي ووضع الحكيم جنوب الوطن ووسطه بحضن ايران وهرع غرب الوطن ليحتمي بالعرب حينذاك سيجد المالكي نفسه مضطرا ليقف في طابور طويل امام قصر الملا مسعود يبحث عن عمل.
ياساسة بغداد كفاكم غباءا.
كونوا مع امريكا ولا تسلموا سلاحها للكرد بل ليكن هذا السلاح معكم به تقوون على كل خارج عن القانون وكل منكر للدولة العراقية وكل من يسعى للتدخل بشؤنها واولهم ايران.
samialrubaiee@msn.com