غــــــــزة.....لك اللـــــــّه
يموت منهم عشرة فهم مهزومون!
يموت منا مليون ونحن منتصرون!
يموت منهم عشرة فتقوم الدنيا ولاتقعد وتسقط حكوماتهم بعد ان تعترف بالهزيمة وتعتذر لشعوبها.
ونموت كلنا ويخرج الاموات من قبورهم يصفقون ويرقصون للحكومة التي انتصرت ببقائها فوق الكرسي!
يقرأون التاريخ البعيد والقريب فيستفيدون من تجاربه عبرا.
تاتي انتصاراتهم واضحة لاتحتاج لتفسيرات.
ونقرا التاريخ لنصّر على اخطاء الامجاد الزائفة والانتصارات الوهمية فنكررها مرات ومرات!
ثم ننشغل من بعد ذلك بتزييف الهزيمة ومنحها عناوين الانتصارات الخيالية!
فلماذا يحدث كل هذا؟
انها اللغة ولا ريب...نحن امة تعنى كثيرا باللغة.....كل انجاز فيها هو انجاز لغوي.....كل علم من علومنا هو علم لغوي لاينتج شيئا مهما.
هم يصنعون السيارات والطائرات ويبنون الجسور والناطحات.......ونحن نكتب قصائد العشق والحماسة.
يزرعون ويطعموننا.....يصنعون وننتظر مساعداتهم لنا!
ثم نقرر ان نحارب!
نفتش عن قطعة سلاح فلا نجد ونطلب منهم ان يهدوها الينا.......نبحث عن شوال قمح نطعم به اطفالنا فنطلبه منهم.....لكننا نريد ان نحارب!
ليس مهما ان مات منا الاف....ليس مهما ان لم نحقق اي هدف....المهم ان نحارب....لان القائد ينام بحضن الوالي في طهران وقد قرر ان نحارب.
الشعب نصفه امي.....وكله عاطل عن العمل.
قياداته من الاشقياء ومثقفوه يبحثون عمن يدفع اكثر....لاتلوموهم فالحال عصيب والافواه جائعة.
والاشقاء مثلما كانوا دوما يتاجرون باهلهم......يتعاركون ويتخاصمون من الذي سيحصل على تعاطف الشارع الجاهل وعلى شهادة الوطنية والانتماء القومي النظيف!
هل هذا الرئيس ام ذاك الامير؟
من هو العميل ومن المجاهد؟...وفي الليل يجتمع كلاهما ليقتاتا على مافضل من فريسة السبع!
ستنتهي الحرب قريبا.......سندفن موتانا وستنوح النائحات عليهم.....وسيستجيب المجاهدون لشروط العدو!
وسيقى ذاك في سوريا وهذا في لبنان....قادة حماس....وسيبقى ابنائهم بعيدون عن الخطر.
اغنياء مرفهون يركبون السيارات الفاخرة ويصطادون النساء الشريفات والعاهرات معا!
وسيفرحون لمرأى ابائهم على قناة الجزيرة....يصرخون.....يتوعدون!
وسيرثون عن ابائهم وظيفة النضال كما يرث ابن الملك وابن الرئيس ايضا تاج الملك وصولجان الرئاسة!
لكنهم سيكونون بمأمن....لاتخافوا عليهم.....سيناضلون بدمائكم وسينتصرون بها!
ليس مهما ان تعيشوا واطفالكم فانتم لكم الشهادة......وهم لهم الحياة المقرفة بالقصور المليئة بالخصور والنحور واطيب انواع النبائذ والخمور!
لاتحزنوا فانتم كما كنتم تعيشون دوما .....على الهامش....بيادق في لعبة.
حياتكم وموتكم سواء....المهم ان يبقى الزعيم في كرسيه.
ايها المطربون العرب .....غنوا وغنوا فاطربوا....وتاجروا ففي التجارة بركة.
ايها المتظاهرون في شوارعنا العربية فلتتظاهروا واستمروا بسعيكم في البحث عن انتصارات موهومة.....تظاهراتكم ستريح اعصابكم واعصاب حكامكم وتخفف حجم الحنق في صدوركم عليهم.
ايها القادة تنازعوا فيما بينكم على جائزة اجمل( قمة).
ياحماس واصلي التجارة بدماء شعبك المسكين فانها والله تجارة رابحة.
يااطفال غزة....يانساء غزة.....ياشيوخ غزة....كل الابرياء السجناء هناك تحت حراب بني جلدتكم القساة.....لكم الله.
د.سامي الربيعي
samialrubaiee@msn.com