وصــــــد وعــــــــــــده
مع اني ادعوا دوما ان نترك الماضي بكل مافيه وان ننظر للمستقبل باعتبار ان الاول قد كان ولايمكن ان نغيّر احداثه اما الاخير فهو ماتصنعه ايدينا اليوم غير اننا لانستطيع ان نتجاهل حقيقة ان السبب الاساس لما يحصل بالعراق اليوم هو ذلك الماضي الماساوي للاسف الشديد.
ماكان لاحد كائنا من كان ان يتدخل ّبالعراق بهذا الشكل السافر لو كانت البنية المجتمعية العراقية تّربت على حب الوطن وهذا الحب ليس امرا يتنزل على الانسان هبة من السماء بل هو علاقة توازن بين مايقدمه الوطن للمواطن من حقوق كي يتولد لدى هذا الاخير شعور بالرضاء يدفعه وبطيب خاطر ليفي بالتزاماته تجاه الوطن ويصبح موضوع الدفاع عن كرامة الوطن ورفض اي تدخل فيه امرا يشبه الدفاع عن عرض العائلة وكرامة ابنائها.
للاسف الشديد هذه المعادلة في عراق الامس كانت غائبة وتم اختزال الوطن برغبات وامال وتطلعات الحاكم فقط والتي بدورها كانت تدور حول امر مقدس واحد هو الاحتفاظ بالسلطة واقصاء المعارضين والمنافسين له عليها وكان هذا الاقصاء في العراق ياخذ شكلا دمويا جدا لايقتصر على تكميم الافواه او مصادرة الاراء الحرة بل رحيل مجاني سريع الى عالم اخر مالم يتمكن المعارض من الهرب والاستنجاد باطراف اقليمية تقبل بوجوده على ارضها على الاقل كمرحلة انتقالية ليرحل بعيدا الى البلدان البعيدة.
وفق هذا المنطق وبغياب القوى الوطنية الحقيقية في العراق ورحيل بعضها للخارج لتبقى هناك لعقود طويلة تتحول خلالها الى مجاميع مرتزقة معروضة للبيع والشراء لكل الاطراف الراغبة باستخدامها صار هذا البلد واقعيا خال من اي معارضة شريفة رغبتها الحقيقية ان تخدم العراق وشعبه وان تنسى مصالحها الشخصية وطموحاتها غير الشريفة في الوصول للسلطة كي تحقق اكبر امتيازات وارباح ممكنة تماما بنفس المنطق الذي كان يعمل بهديه النظام السابق.
عليه لما نقول الا شيء تبدل اليوم غير العناوين لانكون مخطئين ولا نتجنى على القادمين الجدد ولسنا بعثيين او قوميين عروبيين بل نحن فقط نرقب مايجري ونحاول ان نصدر احكامنا بموضوعية....نعم ماسبق من سياسات غبية افرغت العراق من الاحزاب الوطنية والساسة الوطنيين بل وخلقت شعبا لم يتعلم او يفهم الوطنية ولا استطيع لوم العراقي البسيط على ذلك.
هكذا دخل الايرانيون العراق ببساطة بوجود تعاطف واضح من سياسيين انتهازين مرتزقة وشعب جاهل بسيط لم يرّ في هذا الامر عيبا او طعنا يمس وطنيته التي ماعرفها ابدا وهكذا دخلت القاعدة والتدخل السوري تحت رعاية مواطن لم يتعلم غير ان يعتبر اهل الجنوب غجرا بلا شرف فكان اداة القمع الاولى التي استخدمها النظام المقبور لاهانة المواطن الجنوبي والتعالي وتعذيبه وقتله بيد مجرمة لاترحم.
لذا لاتستغربوا ان يزور المالكي ايران كل شهر ليستعطفها كي ترضى عنه او ان يرتمي بحضن المرجعية اسبوعيا فمن هنا وهناك تاتي التعليمات التي لايجب ان يتجاوزها اي سياسي عراقي من جماعة العبيد والتابعين اصحاب شهادات الدكترة الصادرة من اروقة الحوزات والحسينيات والمختومة بختم المرجعيات التي يشترط للوثوق بمصداقيتها وولائها للمذهب ان تكون جنسيتها ايرانية.
ليس علينا ان نلوم دول الجوار على تدخلها في شؤون العراق فمن حق اي بلد ان يرعى مصالحه وان اضّرت بنا طالما كان ذلك ممكنا بالنسبة لها لكن الافضل ان نكون واقعيين لنعترف ان الداء منّا فينا وان العيب في وطنيتنا كشعب يستمريء الذل والهوان ولايشعر بالخجل يوم تنتهك كرامة الوطن والمواطن وقد جبلنا على ذلك في كل الاحوال وقد وعد قائد الحفرة الهمام وصدق وعده فصار العراق خربة قفراء بجهود ابناءه المخلصين لنهج الامس المشين.
samialrubaiee@msn.com
ماكان لاحد كائنا من كان ان يتدخل ّبالعراق بهذا الشكل السافر لو كانت البنية المجتمعية العراقية تّربت على حب الوطن وهذا الحب ليس امرا يتنزل على الانسان هبة من السماء بل هو علاقة توازن بين مايقدمه الوطن للمواطن من حقوق كي يتولد لدى هذا الاخير شعور بالرضاء يدفعه وبطيب خاطر ليفي بالتزاماته تجاه الوطن ويصبح موضوع الدفاع عن كرامة الوطن ورفض اي تدخل فيه امرا يشبه الدفاع عن عرض العائلة وكرامة ابنائها.
للاسف الشديد هذه المعادلة في عراق الامس كانت غائبة وتم اختزال الوطن برغبات وامال وتطلعات الحاكم فقط والتي بدورها كانت تدور حول امر مقدس واحد هو الاحتفاظ بالسلطة واقصاء المعارضين والمنافسين له عليها وكان هذا الاقصاء في العراق ياخذ شكلا دمويا جدا لايقتصر على تكميم الافواه او مصادرة الاراء الحرة بل رحيل مجاني سريع الى عالم اخر مالم يتمكن المعارض من الهرب والاستنجاد باطراف اقليمية تقبل بوجوده على ارضها على الاقل كمرحلة انتقالية ليرحل بعيدا الى البلدان البعيدة.
وفق هذا المنطق وبغياب القوى الوطنية الحقيقية في العراق ورحيل بعضها للخارج لتبقى هناك لعقود طويلة تتحول خلالها الى مجاميع مرتزقة معروضة للبيع والشراء لكل الاطراف الراغبة باستخدامها صار هذا البلد واقعيا خال من اي معارضة شريفة رغبتها الحقيقية ان تخدم العراق وشعبه وان تنسى مصالحها الشخصية وطموحاتها غير الشريفة في الوصول للسلطة كي تحقق اكبر امتيازات وارباح ممكنة تماما بنفس المنطق الذي كان يعمل بهديه النظام السابق.
عليه لما نقول الا شيء تبدل اليوم غير العناوين لانكون مخطئين ولا نتجنى على القادمين الجدد ولسنا بعثيين او قوميين عروبيين بل نحن فقط نرقب مايجري ونحاول ان نصدر احكامنا بموضوعية....نعم ماسبق من سياسات غبية افرغت العراق من الاحزاب الوطنية والساسة الوطنيين بل وخلقت شعبا لم يتعلم او يفهم الوطنية ولا استطيع لوم العراقي البسيط على ذلك.
هكذا دخل الايرانيون العراق ببساطة بوجود تعاطف واضح من سياسيين انتهازين مرتزقة وشعب جاهل بسيط لم يرّ في هذا الامر عيبا او طعنا يمس وطنيته التي ماعرفها ابدا وهكذا دخلت القاعدة والتدخل السوري تحت رعاية مواطن لم يتعلم غير ان يعتبر اهل الجنوب غجرا بلا شرف فكان اداة القمع الاولى التي استخدمها النظام المقبور لاهانة المواطن الجنوبي والتعالي وتعذيبه وقتله بيد مجرمة لاترحم.
لذا لاتستغربوا ان يزور المالكي ايران كل شهر ليستعطفها كي ترضى عنه او ان يرتمي بحضن المرجعية اسبوعيا فمن هنا وهناك تاتي التعليمات التي لايجب ان يتجاوزها اي سياسي عراقي من جماعة العبيد والتابعين اصحاب شهادات الدكترة الصادرة من اروقة الحوزات والحسينيات والمختومة بختم المرجعيات التي يشترط للوثوق بمصداقيتها وولائها للمذهب ان تكون جنسيتها ايرانية.
ليس علينا ان نلوم دول الجوار على تدخلها في شؤون العراق فمن حق اي بلد ان يرعى مصالحه وان اضّرت بنا طالما كان ذلك ممكنا بالنسبة لها لكن الافضل ان نكون واقعيين لنعترف ان الداء منّا فينا وان العيب في وطنيتنا كشعب يستمريء الذل والهوان ولايشعر بالخجل يوم تنتهك كرامة الوطن والمواطن وقد جبلنا على ذلك في كل الاحوال وقد وعد قائد الحفرة الهمام وصدق وعده فصار العراق خربة قفراء بجهود ابناءه المخلصين لنهج الامس المشين.
samialrubaiee@msn.com
