على كـــرسي الحـــــلاق الاردني
من بوابة الاردن غادرت العراق.
كان هذا منذ زمن بعيد.....وقتها كان الاردن حليفا للعراق .
سمعت في الاخبار ان العراق كان يزود الاردن بحاجته من النفط جزء بالمجان وجزء اخر باسعار تفضيلة مخفضة.
وكنت اعرف ايضا ان صدام بنى لهم وطنهم.
ويوم كان ملكهم الحسين يزور العراق كنا كعراقيين نقول في سرّنا ها قد جاء الملك وسيضحك على صدام ويسلبه مايملك.
وبكل الاحوال حسبت ان الاردن سيستقبلني كعراقي استقبال الملوك!
هل تلك سذاجة مني ام ان الطبيعي ان تفعل ذلك مع من يضع الخبز فوق مائدتك؟
يبدو اني بالفعل ساذج فالاستقبال الاول كان على الحدود يوم صرخ بنا ضابط جوازات قبيح الخلق والخلقة نحن العراقيين كي ننتظم بالدور.
دققت في ملامح الضابط هذا وهو يتعامل معنا بهذا الشكل وكانت عيونه تقدح شررا ولم افهم.
في عمّان وكنت قد استاجرت فندقا رخيصا بالساحة الهاشمية فان اول مالفت انتباهي حركة غير طبيعية كانت تجري هناك وبدأ بعض من الجالسين يحاولون الرحيل وبسرعة!
سالت مرافقي فقال لي هناك حملة فيها رجال الشرطة يبحثون عمن تجاوزوا الاقامة من العراقيين!
وماذا سيحصل لهم سالت؟.....قال لي سيضعونهم في السجن ثم يدفعّوهم غرامات التاخير وبعدها يتم ترحيلهم للعراق او يسافرون لسوريا لبضعة ايام ثم يعودون.
اصابتني الدهشة.....ولكن انهم ياخذون نفطنا مجانا فلماذا يفعلون ذلك؟!
اجابني محّدثي....قبل فترة صارت ضغوطات على الملك فاراد ان يصير بطلا ويماشي المناخ السائد فصرّح بان الاوان قد حان كي تترك قيادة العراق الشعب ليحدد خيارات المستقبل ورد صدام على ذلك بقطع النفط والغاز عنهم فارتفع سعر قنينة الغاز لاربعة اضعاف وشح وجودها.....ارسل الاردن مسئولا لبغداد لحل الاشكال فما كان من بغداد غير ان تسأل المسئول الاتي:
لديكم في الاردن اكثر من نصف مليون عراقي فهل انتم مستعدون يوم نطلب ان تعيدوهم لنا؟
وكانت اجابة المسئول الاردني على ذلك وكما هو متوقع بالايجاب.
اليوم يدور الزمن ويعيد التاريخ نفسه.....يذهب المالكي للاردن ليهبها نفطنا مجانا ويطلب منها التضييق على العراقيين واعادتهم للعراق للتخلص من مبعث الاحراج هذا.
وطبعا لم تصدق الاردن توافر هذه الفرصة كي تتخلص من العراقيين وتهينهم وتاخذ نفطهم بالمجان وان استنكرت عليهم هذا الفعل الخسيس قالوا لك حكومتكم طلبت ذلك!
فالى متى تبقى ثروات العراق تهين اهله وتبخل عليهم فيما تبني خارج وطنهم والى متى يبقى الاوغاد لايقيمون للعراقي وزنا فبعد ان وعدناهم بالعقاب والحساب يوم يزول الصنم اذا بحكومة العراق الجديد تفعل بنا مثلما فعل من سبقها؟
اليوم الاردن يحلق شعور كتابنا ومثقفينا المقيمون على ارضها ويرميهم على الحدود!
عاش صدام حسين وعاش المالكي وعاش العرب ومت انت ايها العراقي وحيدا طريدا ذليلا في اي ارض كنت.
samialrubaiee@msn.com
