رحم الله المــــلك وقاســـــم ولكـــــن
احتدم جدل واسع حول انقلاب تموز سنة 58بين مؤيد ومعارض.
ومرة اخرى اعجز عن فهم الطريقة التي يفكر بها العراقيون وان كانوا يفكرون بقلوبهم ام بعقولهم(اعتذر عن هذا الاستخدام غير العلمي فالقلب مضخة دم عضلية لااكثر لكن هكذا علموني ان اقول وعلى من علمني وزر هذا الخطأ).
من وجهة نظري الا مجال لاي خلاف في هذا الشأن فالحكم على اية تجربة محكوم بنتائجها فان كانت النتائج حسنة وخدمت الشعب فالتجربة صحيحة ومباركة وان كان العكس فلعنة الله على من فكر بها ومن قادها ومن شارك فيها واعطي العذر لمن صفق لها لان هؤلاءالمصفقين سيفرحون دوما حتى ولو لم يعلموا بماذا هم فرحون.
لكن قبلا لنناقش الحدث بذاته:
من الذي انقلب على الملك؟....هل كان الشعب هو من قرر الخروج للشوارع وهاجم قصر الرحاب واسقط الملك؟
الجواب معروف بالطبع فهذا لم يحصل ومن قام بهذا الفعل هم مجموعة من الضباط الذين يفترض بهم يوم صاروا جزءا من الجيش ان تقتصر مهمتهم على حماية الدولة والدفاع عنها ضد اي اعتداء خارجي بالدرجة الاولى وربما داخلي في بعض الاحيان لكن هؤلاء الاوغاد قرروا ان يكون لهم شأن سياسي فاقحموا انوفهم بما هم ليسوا اهلا له ونسوا انهم عسكريون يعملون تحت عنوان القسم العسكري وان حماية الملكية الدولة ورؤوسها جزء من الواجب الذي اقسموا عليه و توجهوا ليطيحوا براس الملك بانقلاب قذر.
اذا لدينا الان خللان....الاول عسكريون لاعلاقة لهم بالسياسة وليس من حقهم التدخل في شؤونها شذوا عن الطريق القويم وفعلوا ما لايجب ان يفعل.
الثاني عسكريون المفروض ان يمثلوا حالة الثقة التي تحتمي بها الدولة قيادة وشعب قرروا ان يؤسسوا حدثا جديدا غير معهود بالعراق من قبل فيتحولوا الى مجرد خونة ناكرين للجميل فيتنصلوا من كل مباديء الشرف ويستمرئوا الخيانة ويخدعوا انفسهم بانها ثورة تمثل طموحات الشعب.
الحدث بذاته الذي تمخض عن قتل العائلة المالكة كانت ايضا خطوة جديدة ارست ملامح المراحل اللاحقة فصار الدم والسحل والقتل عناوين رئيسية لم ينجح العراق حتى الان من الخروج من نفقها المظلم.
تلك المرحلة ايضا دربت المجتمع العراقي على ممارسات جديدة مثل حالة العسكرة المجتمعية وحالة رفع الشعارات الكثيرة الجوفاء وحالة الكذب وسرقة جهود الاخرين وحالة وصول عديمي الكفاءة للمناصب العليا وحالة السيطرة الامنية والشرطية وتبدل حال السجون لتصبح اكثر ظلاما وقوات حماية الامن لتصير عناوينها تمثل حالة عدوة للمواطن.
لاشك ان قاسم لم يكن رائدا في شيء....والجريمة الكبرى لاشك كانت جريمة ناصر في مصر التي حاول الكثيرون من الاغبياء ان يتمثلوا بها وان يصلوا للسلطة وصارت حال دولهم فيما بعد نفس حال مصر الان وان كان حال مصر اليوم افضل من العراق فذلك لان القيادات في مصر والتي اتت من نفس الخلفية الناصرية ادركت الاخطاء في زمن مبكر نسبيا وغيرت النهج ونفذت بجلدها وللسادات هنا دور فاعل وذكي بلا شك.
قاسم رجل وطني لاشك....وهو نظيف اليد.....حاول ان يكون قريبا من الفقراء فصار حبيبهم....لكنه كان خائنا لثقة من اولاه الثقة.....وكان دمويا وعسكريا غبيا.....لاعلاقة له بالسياسة......اورثنا هموما وثقافة هدامة فشل العراقيون في انكارها وادانتها ومازالوا يعملون بها حتى اليوم.
منذ زوال العهد الملكي والى اليوم وكل خطوة يخطوها العراق بما فيها خطوات بعد صدام هي حالة تقهقر لااكثر.
رحم الله الملك.....رحم الله قاسم.....ايها الرجل اخطأت كثيرا ياقاسم ودمرت العراق الذي كان ناهضا....لن اشمت بميتتك التي عليها مت غير اني لااعجب منها فالقاتل يقتل وان مرّ بعض الزمن وقد كان زمانك قصيرا جدا لان جريمتك كانت بشعة جدا بحق العائلة المالكة وبحق الشعب سامحك الله ايها الزعيم الجاهل.
samialrubaiee@msn.com