اعطوهم وطنا ثم اسالوهم انجازات
(بعد يومين امتحان صعب...قلق جدا من النتيجة...احسن شي اسوي مثل النعامة.....ادفن راسي بالمخدة واتلحف زين واحاول انسى الانتخابات....الله يلعن ابوها....راح اكمل قصة المنتخب مثل ماوعدت....محتاج اهدأ شوية)خلونه نبدي:
هزنا خروج منتخبنا من كأس الخليج19في مسقط بهذا الشكل المذل.
تفاعلنا مع الحدث وابدينا ارائنا.
بعضنا كان متطرفا في احكامه وقد لااستثني نفسي من هذا الامر.
لكن هكذا هو الانسان كتلة من لحم ودم ومشاعر.
ينفعل ويزعل ويتقرح قلبه حزنا وكمدا ويبحث عن ضحية يصب فوق رأسها جام غضبه كي ترتاح اعصابه ويهدأ غضبه.
اليوم وقد مرت العاصفة وبدأت الناس ونحن معهم ننسى نستطيع ان نتكلم عن منتخبنا الوطني واسباب الانتكاسة والتي لم تكن الاولى واراهن برقبتي بانها لن تكون الاخيرة.
ذاك اننا يوم يصيبنا كرب نبدأ بالصراخ......فاذا مااشتد... صرخنا اكثر وبصوت اعلى......فاذا مامر العارض وهدأت الالام خفتت اصواتنا ونسينا من توعدنا وماتوعدنا وما وعدنا به وعزمنا ان نفعله!
ان لم تصدقوني فانبئوني ماتذكرون عن ضحايا مثاقب صولاغ...اين صفى بهم الدهر وماصار من اخبار لجان التحقيق وماانتهى اليه مصير المجرم؟!
او ذكّروني بالزيدي وحذائه...اما زال قابعا في السجن هناك...اما زلتم مضربين عن الطعام والحياة....هل المظاهرات لم تزل تملأ الشوارع.....هل يطعمونه....هل يعذبونه....هل مازال حيا.....من يقول....لعله مات...هل رايتموه...هل صّورته الصحافة...هل التقى به اهله او محاموه....اعلم اعلم انكم لاتدرون فقد نسيتم قصته؟!
وبعد اسبوع من الان قصوا عليّ اقصوصة غزة ماكان من امرها وماصارت اليه؟!
وهكذا ايها القراء الاعزاء تبدأ مأسينا دوما بثورة غضب ثم تنتهي بصمت مطبق ونسيان اليم.
اثناء الازمة لانبقي ولانذر....من قمة الهرم لقاعدته....الجميع يكونون في مرمى النار...الكل خونة ومتواطئون....الكل مجرمون وسافلون.
فان انتهى الحدث وعدنا لبيوتنا تغير الحال وانشغلنا بهزيمة جديدة نعد لها وعيدا جديدا.
اما ماسبق فيبقى بذمة التاريخ.....فلا يد عاملة تتحرك لتصحيح الاوضاع كما وعدت....ولا راس تسقط في هرم السلطة والمسئولية ويبقى الجميع فوق كراسيهم وتستمر نفس الممارسات والاخطاء وتتكرر مرات عديدة ولن نشعر بها ولن نتكلم عنها حتى يعيد التاريخ نفسه وتحضرنا الهزائم من جديد فنتذكر .
مرت الهزيمة وخبا استعار الانفعالات واليوم نستطيع ان نتكلم بهدوء:
دعونا اولا نحاكم كأس الخليج كدورة رياضية:
فقد فازت عمان بهذه الدورة المقامة على ارضها ومن قبلها فعلت الامارات وقطر على اراضيها ايضا!
وان دلّ هذا الامر على شيء فانه يخبرنا بهشاشة النفسية والثقة التي يملكها اللاعب العربي بالعموم.
فمما لاشك فيه ان الارض والجمهور تلعب دورا لصالح صاحبهما لكن ان تصبح قانونا مقدسا لاينجو منه فريق او دورة فهذا والله امر عجيب.....صاحب اللقب السابق على ارضه يخرج من الدور الاول وصاحب اللقب الذي سبق السابق يخرج من الدور الثاني بعد ان تخطى الاول بمحض معجزة....اذا لاعبنا العربي وعلى الرغم من زعم تطبيق الاحتراف في اغلب دولنا مازال لا يفهم الاحتراف ومازال يتعامل مع اللعبة التي هي بحق( مهنة مرموقة) في عالم اليوم كهاو.
الامر الاخر هو هذا الكم المخجل من المشاكل التي احتدمت بين الاطراف المختلفة طوال فترة الدورة والتي اراها واحدة من اسوأ الدورات على الصعيد التنظيمي...ابتداءا بالمشكلتين اللتين صادفتا المنتخب اليمني في اليوم الاول....مرورا بحرب القنوات الفضائية القطرية والاماراتية...ومشاكل اخرى تتعلق باوقات التدريب واشغال الملعب مع المنتخب البحريني.....ومشاكل بين الاعلاميين وصراعات على الهواء....وانتهاءا باخطاء تحكيمية غيّرت مسار المباريات والنتائج واثبتت هذه الامور ان الدورة كانت من اصخب الدورات واكثرها فوضوية واقلها من الناحية الفنية.
وهذا الامر يبين بشكل واضح وبما لايقبل الشك سقوط تلك الاكاذيب التي يرددها بعض الذين مازالوا يعيشون في صفحات التاريخ والشعارات حول العرب وامتهم الواحدة وعشقهم الذي يذوبون من خلاله باخوانهم العرب.
اما مايختص بقضيتنا كعراقيين وما جرى مع المنتخب العراقي فاني ارى وقبل ان نلقي على اية جهة (وكلهم بالتاكيد مقصرون )التهم جزافا فان علينا ان نوفر لهم مايحتاجه مشروع تحقيق الانجازات قبل ان نطلبها منهم واقول:
الدولة التي تفشل باستثمار اسم له مكانته في الجسم الرياضي الدولي وعلاقاته المميزة مع قادتها وتشتت انتباهه في صراعات هوجاء على المناصب التي ينازعه عليها اشخاص هامشيون ونكرات وفاشلون فان فشل الرياضة العراقية يصبح نتيجة طبيعية.
والدولة التي تفشل في منح منتخب بلادها ولاعبيه الامان ليتدربوا على ارضها او لاتحادها ليدير شؤون الكرة بشكل مباشر من الداخل والتي فشلت حتى اليوم في معرفة مصير رئيس اللجنة الاولمبية السابق او هوية خاطفيه وربما ذابحيه ولم تقدمهم للعدالة ولم ينالوا مصيرهم العادل ناهيك عن تورية وقائع الاف الجرائم الاخرى التي ارتكبت بحق قطاعات واسعة من الكفاءات العراقية لايحق لها ان تطالب باي انجازات.
الدولة التي تترك رموزها الرياضية السابقة دون ان تسأل عنهم والتي تترك احد اعلامها المميزين ليعطف عليه رئيس اتحاد الكرة الدولي( جوزيف بلاتر) فيرسله لسويسرا للعلاج على نفقة الاتحاد دون ان تحرك دولته ساكنا او تهتز لها شعرة خجلا بل عوضا تستحي وتخجل دولة الامارات من ذلك فتنشأ صندوقا لدعم اللاعبين الخليجيين السابقين اثر فضيحة مرض( مؤيد البدري) لاتستحق حتى ان تعيش.
الدولة التي انصرفت لتبذل جهدها الاوسع في مجال ملاحقة النساء وتحجيبهن وقتلهن بتحريض من اصحاب العمامات اتباع ايران وتحولت فيها الشوارع الى سواد يعلو قوارير المتعة ورجالا يبكون كما النساء عليها ان تبحث عن انجازات في دورات التطبير واللطم لا في دورات كرة القدم.
الدولة التي ترى في كرة القدم امرا هامشيا فتسمح لمعوق كالصدر ان يفتي بتحريمها والتي لايجد اللاعب فيها اي ضمانة لمستقبله او عائلته من حقه ان يكون حريصا على اسباب رزقه خارج العراق وان يهتم كثيرا بادوات هذا الرزق فاصابته في هذه اللعبة او تلك من مباريات المنتخب قد تحرمه لقمة العيش الشريف التي عزّت عليه في الوطن وان حدث للاعب مايخشاه فمن له من بعد ذلك غير التشرد والمجهول؟
الدولة التي لايملك لاعبها ارضا يستكين بحضنها ان جار عليه الدهر وادلهمت الخطوب والذي يرى فسحة الامل بغد افضل تتاح له بعروض ولو بفرق من الدرجة الثانية خارج العراق فمتى ذهب وجد شعوبا تعيش الحياة طولا وعرضا ومتعة وصفاءا بعيدا عن المليشيات وفتاوي العمامات وعملاء( بيت فارس الظلام) لايحق لها غير ان تبارك نجاة هؤلاء اللاعبين وحرصهم على هدية الله بخلاصهم من وجوه سلطويوا الدولة العفنين.
الدولة التي يقفز فيها كل يوم للمشهد الرياضي اشخاص لانعلم من اين اتوا وماهي علاقتهم بالرياضة....طفيليون تافهون...عليها ان تكتفي بالمشاركة ولاتسال اكثر.
الدولة التي ترسل لها ممثلا بالبطولة ليجلس في فضائية قطرية امام عدسة الكاميرا ويرقبه ملايين الناس وهو يطفح( سما زعافا) دون ان يتوقف وضيوف البرنامج يضحكون عليه استهزاءا.. عليها ان تأكل(خر.....) وتصمت.
الدولة التي ممثل الرياضة في برلمانها يرافق المنتخب ويتحدث باسم العراق ثم بعد يوم يتنازل عن انفته الوطنية ليتشبه بالخليجيين ويلبس لباسهم..... عليها ان تضحك على نفسها وهذا المشهد ولا تسهب.
الدولة التي فيها كاتب في حينا يجرّم ويخوّن اسما لطالما امتعنا وحقق لنا الانجازات الكروية العتيدة ثم يخوّن ذلك العراقي الكردي الرائع الذي يوم كان قادة الكرد في قمة وقاحتهم يجهرون امام الدنيا برغبتهم بتقسيم العراق رفع فانيلته لنقرأ كلمة( انا عراقي) ...من الاحداث القليلة التي ابكتني فرحا وعزة.... دولة ليست عادلة ولاتفهم ولن تقوم لها قيامة او تصحو من رقدتها يوما.
الدولة التي لاتملك ملعبا واحدا يمكن وعلى استحياء ان نرشحه ليتنافس مع ملاعب الحواري في بلدان خليجية مساحاتها اكبر قليلا من قضاء ابي الخصيب بالبصرة عليها ان تدفن راسها في بالوعة.
هذه هي دولتكم وهذا مايراه لاعبوكم فيكم.
فلا تسألوهم مايفوق طاقتهم او يخرج عن حقائق واقعكم.
الانجازات تحتاج لعقول واعية وكفاءات ذات خبرة وضمير مخلص امين وعمل دؤوب واموال طائلة وكل ذلك يبدو غير متوفر الان ولن يكون متوفرا على الصعيد القريب والمتوسط ايضا على اقل تقدير.
امنحوهم ارضا....وطنا...كيلا يكون لاعبيكم في مهب اهواء الاخرين.
كيلا يكونوا اذلاء وضعفاء وخائفين من المستقبل.
اعطوهم اسبابا للفوز...وادوات للعمل على تحقيقه.
قادة يحبون العراق اولا ...لا كردستان.
امناء مخلصون يدافعون عن حقوق الواطن....لا فرسا يطلبون اموالنا لاهلهم.
وفروا لهم كل ذلك وامنعوا عنهم مايسبب الاذى ثم اسألوهم انجازات.
samialrubaiee@msn.com