حماس تقتــــل شــــعبها بحــــراب اســــرائيل
اعلم تمام العلم ان من الخطأ محاكمة احداث الماضي بقوانين اليوم فهذا ليس من الحكمة.
صحيح ان الخطأ والصواب سيبقيان دائما خطأ وصوابا لكن تفسيراتهما تتغير عبر الازمان
فما كان الناس يرونه معقولا ومقبولا وحقا في الماضي اختلف حاله اليوم وبرزت قوانين جديدة تجّرم من يخرقها وصارت أفعال كانت في الماضي عادية جدا تتبناها كل شعوب الارض ولا ترى فيها بأسا تعد من الجرائم.
خذوا مثلا الرق...كل شعوب الارض فيما مضى كانت تقترف تلك الجريمة وكان الرجال والنساء والاطفال يصبحون ان كانوا يقفون في الطرف المهزوم بضعة اشياء فقط وتنتزع منهم انسانيتهم ويصيرون عبيدا واماء معروضون للبيع في سوق النخاسة.
بل حتى ان الدين لم يعترض وشرعن هذا الانتهاك وكان من حق الرجل ان يملك العبيد ويتاجر بهم وان يتزوج من النساء اربع(لازال موجودا عند بعض المجتمعات واخذت مجتمعات اسلامية كتونس تجرمه قانونيا) ويملك من ملكات اليمين الوفا واسالوا هارون الرشيد عن المقصود.
اليوم تغيّرت الاحوال وصار الحال غير ماكان عليه وتبدلت امور كثيرة.... فزوجتي وهي مسلمة عتيدة لاتفكر ولاتفعل غير الصلاة ...لو شمت فيّ رغبة الزواج عليها او رصدت مني حركة تثير الشبهات فالباب المشّرع سيكون نصيبي ولاريب يتبعه حذاء على راسي كحذاء الزيدي وربما اكبر وهي ايضا لن تخطأ هدفها كمنتظر.
اذا وباختصار ليس لنا ان نلوم متخذي القرار ايام زمان على قراراتهم ومواقفهم في احداث الماضي لانها جاءت وفق سياقات وقناعات ذلك الزمن لكن بامكاننا بل من واجبنا ان نستفيد مما حصل وان نستخلص العبر.....اليس كذلك؟
الفلسطينون والعرب رفضوا قرار التقسيم قبل اكثر من نصف قرن.
طلبوا ارض فلسطين كلها واصّروا ان يكون منتهى يهودها البحر!
في ذلك الوقت كانوا كما اليوم ضعفاء لايملكون المقومات التي تدعم مواقفهم.
ومع ذلك نقول كانوا لايعلمون وكانت ظنونهم حينها غير ماصرنا نعرفه اليوم.... لذلك فنحن نعذر ونفهم.
ولكن الان وبعد ان احتربوا مع اسرائيل وصارت هزائمهم معها تترى وادركوا بانها دولة قوية تسندها امريكا ويقف خلف ظهرها الغرب باسره صار من المفروض يوم يقررون المواجهة(ان كانت ممكنة وستكون ممكنة يوم اسافر انا بجناحي بن فرناس بدلا من استعمال الطائرة) ان يعدوا لها من العدة ماتستحق فان فشلوا فيسلكوا الطريق المتاح لحصر الخسائر وجمع الانجازات حتى وان كانت صغيرة.
راحت فلسطين....طارت فلسطين وحلقت بعيدا عن ايدينا وحتى عن احلامنا.
وجلسنا بعد نصف قرن نفاوض على نسبة خجولة من ارضها.
فاين عبرة التاريخ والاعتبار والاستفادة من الاخطاء وها نحن لم نزل نحاور بنفس منطق ماانقضى امره؟!
الم يحن الوقت اليوم بعد خراب الديار لوقفة شجاعة من العرب وفي مقدمتهم الفلسطينيون ليقولوا لانفسهم اولا وللاغبياء والمتخلفين عقليا بينهم وللعرب والعالم لقد اخطأ اجدادنا وصارت خياراتنا محدودة جدا وان اسرائيل لو داست على رؤوسنا وبقرت بطوننا فان لاحل لنا غير السلام معها.
وللامانة هناك من المتعقلين من يدرك ذلك والامر في رايه بات جليا وفهم هشاشة الارض التي يقف فوقها واسباب القوة والضعف التي يمتلهكا وراح يقيّم كل ذلك بموضوعية وواقعية بعيدا عن الضجيج والصراخ والشعارات التي اودت بكل الامال واحرقت كل الاحلام حتى الصغيرة منها.
واسمحوا لي ياقادة حماس ان اسأل:
لو كان احدكم يقف اعزلا امام لص يحمل سلاحا ناريا فما كان سيفعل؟
واذا كانت معطيات الموقف العصيب والخطر هذا لايتيح امامك فرصة استغفاله مثلا او القفز عليه بخفة لمنع حركته وربما لتقلب الموقف لصالحك فكيف سيسير هذا الامر؟
هل كنت ستختار خيار المواجهة او الاستسلام؟
ربما سيقول بعض الكذابين او المجانين نعم سنواجه!
وربما يجيب بعض العقلاء الامر محكوم بالثمن الذي سندفع....فان كان باهضا جدا سنواجه حتى لو متنا وان كانت الخسائر المتوقعة تافهة سنترك الامر.
طيب...هذا كلام معقول خصوصا اذا ماعلمنا ان هذا اللص يسرق اغلى مايملكه انسان وهو وطنه.
لكن المشكل ان هذا اللص ليس جديدا بل هو موجود بينكم منذ نصف قرن.
وهو مستديم في السرقة منذ نصف قرن وانتم تحاربوه منذ نصف قرن وانتم تموتون في كل يوم فاين المراجعة التي عقدتموها حول ماجرى ويجري؟
ماعملتم طوال العقود الماضية وماعمل اهلكم العرب.....ببساطة لاشيء...ظللتم على ذات الحال من الضعف وان لم تعترفوا!
فمن اين ياتي هذا العته المطبق اذ تقررون وانتم لم تفعلوا شيئا لتغيير واقع الصراع ومع ذلك تسعون لمواجهة مع من ينتظر منكم زلة او حجة وتبرير؟
اليس غباءا كل ذلك الجعير والصراخ والتهديد والوعيد بدون اعداد محكم لهكذا مواجهة؟
ان كنتم مقتنعون ياجماعة حماس بانكم جاهزون فلاشك انكم فقط جماعة من المعتوهين!
وان كنتم تبعينوننا بضاعة الشعارات الفاسدة ذلك الارث العروبي الاصيل فتبا لكم.
انتم ببساطة كالاخرين من حكام العرب لايهمكم غير الكرسي.....وكل الذي تقولون يصب في خدمة وتامين تلك المصلحة......فلا قضية ولا ارض ولا شعب ولا فلسطين....كلها بضاعة معروضة للبيع.
لو تهيأت لكم ظروف ان تكونوا الان بكرسي محمود عباس لتفاوضتم مع اسرائيل وقد قلتم ذلك بانفسكم ايام حكومتكم المقالة غير انكم وقعتم في شرك حيّركم.
فكيف تكونون في السلطة وتفاوضون وكيف تتخلون عن (العابكم النارية) التي تطلقوها على اسرائيل والتي بها خاطبتم مشاعر الفلسطيني البسيط المتعب الذي لم يحضى بشيء من اتفاقيات السلام ليوصلكم للسلطة ولتنهمر عليكم اموال المجاهدين الاغبياء.
فما فعلتم ؟ابتكرتم حجة المقاومة التي لاتستطيعون السيطرة عليها حتى يوم طردتم من الكرسي صرتم كلكم مقاومة شريفة للمحتل(السالفة الطرطورية المعروفة)ورحتم تتاجرون بالبضاعة التي تفهمون...... دماء شعبكم مقابل(جراقيات) تخيفون بها اطفال اسرائيل...الا بئسا بكم.
هكذا انكشفت عوراتكم فلا انتم سلطة تقبل اسرائيل ان تفاوضها ولا انتم مقاومة محترمة يمكن لشعبها ان يحترمها.
وسيسأل سائل فلماذا المفاوضات ان كانت لاتصل بنا للهدف المنشود واجيب هي قشة الغريق التي وهبتم فتمسكوا بها.....هي المتاح....هي الخيار المر لكنه الوحيد العاقل وقد اعطت بعض الثمار وستحقق بعض الاهداف اما ان طلبتم كل الاشياء فلتعلموا ان كلها قد ضاع قبل نصف قرن وان كل اليوم سيضيع كله بعد نصف قرن اخرى.
ارهابيوا حماس مع الايام رفع الغطاء وشم الناس رائحة المياه الاسنة في عقولكم.
كما كان يفعل قائدنا الملهم وكما فعل حزب الله اللبناني العميل في السابق رحتم تطلقون الصواريخ من بين بيوت المواطنين الابرياء.
وترد اسرائيل عليكم ويموت الناس لتتاجرون بجراحهم وموتهم.
تعلو وتعلو الصراخات الحماسية حتى يحسب الجاهل ان اسرائيل ولا شك ستصير ماضيا على ايدي حماس او حزب الله ربيبتي ايران!
ثم تقع الواقعة فتصفر الوجوه وترجف القلوب وترتعد الفرائص!
ويروحون ينعقون...اين الامة العربية...اين الشعوب العربية.....اين القادة العرب الخونة
وتبدأ عملية تصدير الاخطاء للعرب المساكين!
عرب بلا حنطة( امريكا) يموتون جوعا....وبدون مساعدات ومعونات( امريكا )لاتكون عندهم دول!اسألوا مصر والاردن عن ذلك.
الم تعرفوا الا امة عربية موجودة في عالم اليوم .
وان الجامعة العربية هي اضحوكة الزمان على حكام البحور والخلجان.
وان العرب ان ارادوا ان يجتمعوا على كلمة سواء تؤتي اكلها في المستقبل فلابد ان يكون اجتماعهم لا على اساس طاولة عروبية بل مصلحة سياسية مثلا او اقتصادية مشتركة كباقي شعوب الارض.
اقترفتم الافك سادتي في حماس.
فاشربوا من كأس الذل حتى تثملون...ربما حينها يرتد لكم صوابكم وتحسبوا حساباتكم بدقة فلا تقعون بالوهم والخديعة وتنتظرون صواريخ حزب الله او ايران لتنجدكم.
تاجرتم بمأسي شعبكم وخنتم قضيتكم لتضهر امعاتكم في الجزيرة (تثرم برؤسنا بصل) وخرجتم عن موضوعية الواقع وحساباته وجاء الرد الاسرائيلي كما كان متوقعا وكما وعدتكم به اسرائيل ليدفع الابرياء ثمن استهتاركم وغبائكم وانتهازيتكم.
اسرائيل تقصف غزة وتقتل الفلسطينيين لكنكم انتم ياقادة حماس من تضغطون على الزناد ثم تبكون الابرياء كذبا ونفاقا ومتاجرة وتحريض.
اخي الفلسطيني في غزة:
لاتملك ولايملك العرب سلاح يواجهون به اسرائيل.
اعقل ذلك لتكون حكيما وتصون دمك.
المفاوضات هي الخيار الاوحد المتاح......حقيقة وواقع ولامفر .
هل ستكون النتائج عادلة وترد لك حقك؟....لااعتقد..... لان القوي دوما هو الذي يفوز بالجوائز الكبرى.
واهلك لم يبذلوا جهدا لا في فلسطين ولا خارجها ليكسبوك من القوة مايلزم كي تدافع عن نفسك او تسترد حقك او حتى ان تكون قويا وانت تفاوض(يارجل نصهم عايشين على المساعدات الامريكية او الحماية الامريكية).
واخشى مااخشاه ان تصير المكاسب الصغيرة الموعودة بعد نصف قرن من الان هي الاخرى حلما نتمناه ونتحسر عليه كقرار التقسيم.
وليعلم الجميع ان حماس وحزب الله والجماعات الايرانية التي تدعي عراقيتها في العراق وجواسيس ايران في الخليج كلها ستصير بخبر كان وسيطويها النسيان لان المجتمع الدولي يريد ذلك(نقطة راس سطر)
ولدولة اسرائيل اقول(هههههه اذكر يوم كان العرب جميعا يرفضون ان يسموا اسرائيل باسمها ويطلقون عليها الكيان الصهيوني!).
لسنا حميرا كيلا ندرك قوتك العسكرية والاقتصادية ونفوذك الدولي.
ولا اغبياء فلا نعلم انك بعيون العالم الدولة الصفوة في منطقة الشرق الاوسط باعتبارك الدولة الوحيدة الديمقراطية(لشعبها وليس للاخرين) في المنطقة.
ونعرف جيدا حجم اللوبي الصهيوني الذي يرتب الاوضاع لمصلحتك في اقوى قوة بالعالم (امريكا).
ولكني اقول ان خيار السلام هو الخيار الوحيد امامك ايضا لتزدهري ويعيش شعبك بامان دائم وان من واجب قادتك ان ينزعوا من قلوبهم وعقولهم العصبيات الدينية والقومية التي على مايبدو تلقفوها عدوى من جيرانهم وان يعملوا بصدق وجهد على تحقيق السلام لهم وللفلسطينيين ودول المنطقة.
وان اكبر مكسب لدولة في المنطقة من هذا السلام سيكون من نصيبك.
صحيح ان الضروف مازالت تحتاج لبعض العمل لكني اقول عند المواجهة كوني بالابرياء رحيمة فهم كما عراق الماضي بسجن كبير وامرهم في ايدي قادتهم .
ولتعلمي بان هؤلاء القادة في حماس لن يهتموا ولو سفكت دماء الفلسطينيين جميعا لكنهم سيسلمون حتى ملابسهم الداخلية لو تهددت حياة اعزتهم او تهددت حياتهم.
samialrubaiee@msn.com