عاشـــــــــوراء........ولمـــــــاذا الضجــــــــة؟
في هذه الامة التي غضبت منها وعليها السماء كل شيء فيها أرث موروث.
الحكم فيها موروث سواء اكان النظام في دولها ملكيا او جمهوري واذا كانت الملكية تشرعن تولي الصغار زورا وبهتانا فان الجمهوريات تفعل مثلها واتعس فتغيّر دساتيرها كي يرث ابن الرئيس الاملط ملك ابيه ارضا مغتصبة وشعبا من العبيد .
رؤساء الاحزاب يبقون رؤساءا حتى موتهم ويرث الابناء احزاب اباءهم.
العلم فيها موّرث فحتى لو لم يحفظ الابن جدول الضرب يصير عالما بالرياضيات لان اباه كان كذلك ويصير ابن الطبيب طبيبا وان تطلّب الامر ان يشتري له ابوه اسئلة الامتحانات الوزارية ويتّوسل اصحابه اساتذة الطب ان يخّرجوا الابن طبيبا ولو كان حمارا.
واغرب الامور على الاطلاق هو اننا نصر على ان الدين هو مثل تلك الاشياء لابد من ثوريثه!ّ
فال البيت كلهم سادة مبجلون حتى لو كان ذاك السيد عاهرا.
وان كان ابوك سيدا فانت سيد شاء من شاء وابى من ابى وليس مهما ان كنت لم تقرأ من القران غير الفاتحة ثم لم تفهم معانيها وسيصير من حقك ان تفتي في شؤون الخلق وامورهم بعد ان يغزو الشيب شعرتين في لحيتك وفي حالات خاصة يحدث ذلك وان كنت لم تزل غرا صغيرا فعباد الله بدون السيد لايعرفون اياكلون بايديهم ام بارجلهم.
ووفقا لهذا المنهج يكون لزاما على الحسين ان يرث الحكم عن جده مثلما هو حق لابيه من قبله فكما السلطان يورث ابنه التاج والصولجان كذلك الامر في الاسلام الذي يفهمون !
والسؤال هنا وهل الاسلام دين ام ملكية توّرث الدنيا وربما الاخرة ايضا لسلالة نبيها وحسب من حيث ان صار من حق الوارثين ان يقرروا مقادير الحياة والممات بل والحساب والاخرة بعد ان انابوا عن الله في امرنا وصرنا نحن كائنات لايجب ان تعي او تفهم فحسبنا مايقدره السادة لنا ومايقرروه في شأننا في حياتنا وبعد مماتنا ايضا؟
وهل يكفي ان يكون الانسان ذي صلة قربى بالنبي الامين لينال عز الدنيا وثواب الاخرة ولو لم يحرك ساكنا؟
وهل اراد الاسلام ان يفرّق اتباعه فيكرم بعضهم ويجعلهم سادة اعزّة فيما يكون نصيب العوام العبودية؟
هل من المعقول في دين يطلب العدل ان يعلي اسلام الملك السيد ويعطيه سلطان الدنيا ومفاتيح الجنة في نفس الوقت ويبصق على الفقير المسكين لان نسبه هزيل وليس بالمقام الذي يرضي الله.
ومن قدّر له هذا النسب وكل شيء اخر غيره سبحانه ؟
فلماذا هذا التفاخر بما ليس لكم فيه من يد.
هل تريدون ان تقولوا لي انكم ايها السادة الاجلاء اخترتم انسابكم تلك؟!
ورحتم بها تفاخرون الناس وتتكبرون عليهم ولعل بعضكم لو اعطي قياد بعير مااستطاع.
هل اخترتم مذهبكم؟
هل فعلتم مثلما فعل التلمذاني التونسي فقرأتم كتب الشيعة ونقبتم في احافيرهم لتؤمنوا بالمذهب ؟... ولو فعلتم لحفظنا لكم بعض الفضل!
بل هل اخترتم حتى اسلامكم؟
الم تتحصلوا على كل ماسبق وانتم في ارحام امهاتكم بتقدير من الله؟
وان اي فخر تحاولون نسبته لانفسكم لادور لكم فيه ولاناقة او جمل؟
لماذا الله جعل فلان يحتوي كل هذا وهو لم يزل علقة وسلب من الاخر كل شيء غير ان يكون تابعا مهانا؟
اليس اسم الله عدل وحاشا الا يكون؟
كلا كلا....هذا غير ممكن.......انما هي تجارة وبضاعة تبيعونها وتتبضعون بها.
بلال الحّبشي صار سيدا بحسن اسلامه وبتأسيه بالرسول الكريم......لابالقربى ..... ولم يهبه الرسول السيادة بل الله فعل.
وكل الهرطقات اللاهوتية التي نسمعها من اقزام العمامات والسادة تقصد عناوين السلطة والمال والنساء.
نعم يبيعوننا خوفنا من القبر والاخرة....... وكلنا نموت غير عالمين بمصائرنا...نعمل الصالح والطالح ثم نتوسل الله ان تميل كفة حسناتنا فتكون نجاتنا..... الا اتباع السادة فهؤلاء يشترون بطاعة الخروف للراعي وبوهب القروش للبائع وبرضاء سادتهم على القصّر جنتهم حسب ظنهم ....نعم يبيعون لهم وهم توكيد المصير ويشترون باموالهم القصور الفارهة والحياة الرغيدة.
قالوا لمحمد ان اردت الملك ملكناك امرنا فما اجاب الرجل؟....كلكم تعرفون.
فاين هؤلاء السادة من جدهم وهم لايرتدعون عن اي فعل قميء من اجل الملك والسلطة.
كان محمد يامر جنوده بحفظ حياة الاسير والمراة والطفل والشيخ والشجرة.
فاين هذا من مليشيات الموت التي تتسمى باسماء الاسلام وترفع اعلامه وتعمل تحت لواء شرور الاحفاد؟
كان محمد يعمل بيديه ليقول للناس ان العمل عبادة.
فهل من جامع لهؤلاء بجدهم وهم يسرقون اموال الفقراء مرة بخيانة المناصب والرشوة ومرة باستعمال السيف ونهب ثروات البلد ومرات ومرات كل سنة تحت عنوان خمس المعدمين وهم جالسون في كراسيهم لايكلفون انفسهم حتى النهوض منها.
والله ماانتم بمسلمين......ولا انتم ببشر......ولا يجمعكم بالرسول الكريم ذرة هباء.
كم رجوت لو تدخلت يد الله الان....في هذه اللحظة بالذات واخرج الحسين من قبره ليبين عهركم ويفضحكم.
اكنتم ستقتلونه من جديد بعد ان يعلن على الملأ براءته منكم؟
لماذا كل تلك العناوين الكبيرة لما حصل؟
خدعتم الرجل وتوسلتم مقدمه........فلما جاء ورايتم جيش بن معاوية اثرتم الدنيا وتخليتم عن الرجل.
دارت رحى معركة غير متكافئة محسومة النتيجة.
هل كان الامر شاقا على الله ان ينصر الحسين وجماعته؟
لماذا لم يفعل؟....ربما لزاد ايمانكم حينها وصدقتم امر الله وماستنتهي عليه الدنيا فخفتم التدليس على خلقه وبيع حفيد رسوله صورا واصنام.
يقولون الناس على دين ملوكها.......واقول كما قالت قريش...هي على دين ابائها.
ومن انتم غير احفاد من انفض عن الحسين وتخلى عنه وسلمه لعدوه ثم رحتم تمشون في جنازة القتيل وتبكون عليه وها انتم على هذه الحال منذ قرون.
وستقولون هؤلاء قوم ونحن قوم أخرون!
وساجيب .....احسنتم فلماذا اذا ترّوجون ان قتلة الحسين موجودون في مضارب الاخر؟
فهذا الاخر ان كان سليل السيف الذي اطاح برأسه الشريف ظلما من اجل الملك فان اهله الاولين قد ماتوا كأهلكم....اليس كذلك؟
الله ترك الحسين وحيدا لانه اعد له موضعا افضل ومكانا انظف......لم يشأ الله ان يترك حفيد نبيه بين ثلل المنافقين.
اراد الله ان يقول للمسلمين الاسلام ليس ملكية ترثها سلالة النبي....بل هو ميثاق عهد بيني وبين من يؤمن بي وبان مهمة الرسول قد تمت وان الرسالة قد بلّغت.
اراد ليزيد ان يكون الملك لتكون تلك من السابقات التي يتأسى بها الناس في المستقبل فلا يضعون الدين في غير موضعه ولا يستخدمونه لخدمة اغراض ومطامع دنيوية.
اراد ان تكون الدنيا ليزيد ليغرف من متعها ويعب من أثامها ويبني بهرج دولتها واراد للحسين نعيم الاخرة وخلودها.....فلماذا الحزن والبكاء وقد ربح الحسين وخسر يزيد وكيف ستنتقمون من يزيد والله قد فعل وماعندكم لتكرمون الحسين والله وهبه الجنة.
لكن اعداء الله يرفضون الانصياع لامره.
هم لايحبون الحسين.....كل هذا كذب وافتراء.
لو فعلوا لما قبلوا بان يلوكوا سيرته حتى وهم يبيعون الطماطم والخيار.
لحفظوا الرجل وذكراه وبما يستحق.
لما جعلوا الدنيا باسرها تشاهد مسرحياتهم المخجلة وتضحك عليهم وعلى الصنم الذي خلقوه.
ماكانوا ليلطموا ويضربوا انفسهم بالسلاسل ويقطعوا فروات رؤوس اطفالهم ليسألنا من يجهل هل كان حسينكم مصاص دماء!؟
ثم تأتي اسطورة اعداء الحسين!
ولاادري من يكون هؤلاء!.....اهم السنة ؟ ......وأنا اسالهم ويقولون قف حدك انه حفيد الرسول الامين.
وهؤلاء ايضا ليسوا افضل من اولئك فان كان اخوانهم يتاجرون بارث الحسين فجماعة عمر يتاجرون بالله نفسه....يقف اشباه الرجال هؤلاء واسم الله معلق خلف ظهورهم ليفصلوا الرؤوس عن اجسادها وينحروا الاعناق وهم يكبرون باسم الله..... تعالى سبحانه ان يكون الها للقتلة والمجرمين.
وهم ايضا يدّعون ان الحسين حسينهم وانهم منه اقرب ولمنهجه اخلص.
ومثل اولئك يقولون ان هم الا جماعة مارقة!
واقول ان تلك الجماعات والثلل قد ادمت المقل.
وان الاوان لاصحاب العقل الراجح ان يجتثوهم قبل ان ينتشر الداء ويستفحل.
لقد شوهوا صورة الاسلام.
وذبحوا رموزه مرات ومرات.
واصحاب العمائم يصرون على الجريمة ويحّرضون عليها.
ارادوا جوائز الدنيا فباعوا على الناس ثواب الاخرة في الحوانيت وكنزوا في كروشهم الملايين.
صدق من قال ان فرق المسلمين كلها الى النار الا فرقة....وهم اليوم يحتربون فيما بينهم وكلهم يدّعون ان تلك الفرقة الناجية هي فرقتهم!
اعداء الحسين مجرد اسطورة.
كل من يطالب باعمال العقل وترك الخرافة سيكون عدوا .
وليس مهما ان كان من اجتز الراس ومن مات بلت حتى عظامهم وصاروا جميعا في ذمة الله.
تحبون دينكم؟اذا اعلوا شأنه واتركوا الحسين يرتاح من اساكم في رقدته.
لاتستعملوه اداتا لمطامع ولا تضعوه عنوانا تذبحوا باسمه من هو مثلكم بالحكم طامع.
كونوا بالاسلام وحدة وعندكم دستور الله فبه اهتدوا......
ولاتظنوا ابدا بان الدين يجيبكم عن كل ماتسالون فيبدد حيرتكم.
لكن لكم عقول وبها لايكون البحث عن الصواب مستحيلا او عسيرا.
لاتضحكوا على الله وعلى انفسكم فتفسرون اياته حسب المطلوب وتخلقون اجوبة لما استعصى عليكم فانتم بهذا بايات الله تزّورون.
واعلموا ان الاديان لاتبني الاوطان لكن حب الاوطان يصون الاديان.
فبالوطنية الحقة تلتقي الجموع بمشترك مسلمين وغير مسلمين ومن مختلف الطوائف وبها يحفظ كل واحد منا دينه من اي اعتداء.
هل يرضى السيد بهذا الكلام؟هل يستزيغ الشيخ هذا المنطق؟
وهل يرضى ملك ان يتنازل عن عرشه ان لم تضع السيف فوق رقبته؟
هل يرضى السيد الا يبقى سيدا وباقي الناس خدامه؟
هل يتخلى السيد عن خمس السحت الحرام الذي يبني له القصور ويشتري له الذمم والضمائر؟
هل يستطيع السيد ان يحيى بدون حور الدنيا الناعمات الصغيرات يذبحهن كل يوم في سريره المقدس؟
اسطورة الحسين تعني السلطة اولا التي تاتي بكل متاع ومتع الدنيا ويجب ان يحرص هذا السيد وشيخ الاسلام ان يبقيها خالدة كي يبقى هو متوجا في عرشه.
انتصر الفرس ورب الكعبة......انتقموا من الاسلام شر انتقام.
حولوه لدين وثني لايفرق ابدا عن تلك الصور التي تعرضها افلام هوليوود وتصور فيها القبائل البدائية التي ترقص حول النار وتقدم الاضاحي من ابناءها للنار المقدسة.
اسقط الاسلام امبراطورية فارس واذل ملكهم كسرى ودخلوا الاسلام مكرهين ثم ابتدعوا كل تلك البدع ليجعلوا المسلمين ياكلون دينهم.
يوم تقف امام العرش.
لن يحسب الله لك كم من الشعر كتبت في حب الحسين.
وكم من المعارك الوهمية ابتكرت متعللا بنصرة الحسين.
لكنه سيحسب ويحاسب على الاعمال.....كم منها كان صالحا وكم من الكفر اقترفت.
كم قتلت باسم الله او تحت راية الحسين او عمر.
كم من الاموال الحرام التي جمعتها وانت تلبس العمامة لتخدع البسطاء .
كم من الاسلام فهمت وطبقت.
هل فهمت بان الله لايحتاج الى وسيط ليسمع عبده؟
قريش كانت تصنع اصناما لتتقرب بواسطتها لله...فهل أمنتّ بما أمنت به قريش فرحت تسير على خطاها.
غيّروا اخوتي الصورة التي رأنا عليها الشيخ محمد عبده اذ وصف دولنا الاسلامية...رايت فيها مسلمين ولم ار اسلاما فبهذه والله خسارة الدنيا والاخرة وغضب من الله ونبيه وعمره وعليه وحسينه كبير وقاكم الله شر هذا المصير.
ساحلم اليوم بالحسين و سيتراءى لي وجهه يشع بالانوار وسيقول لي بلا شك..... مثل عمر وعلي بريء انا من الفريقين الى يوم تقوم الساعة الا ان يهتدوا للصواب ويعودوا عن طريق الظلالة.
رحم الله الحسين .
samialrubaiee@msn.com