مـــــنع النشـــــر!....الاســـباب؟
ليست المشكلة بالحدث ذاته.
فلا احسب السنوات اللواتي مضين بعد سقوط نظام البعث الفاشي بما حملته من احداث جسام خلّت من امور كثيرة اختلف حولها العراقيون كثيرا وتعارضت ارائهم وتصادمت بشكل متطرف وراح الكل يخوّن الكل ويرميهم باقذع الالفاظ ويتهمهم بافظع الجرائم.
اذا هذا الحدث ماكان سيختلف عما جرى وماسيجري في قوادم الايام
وسبب هذا الاختلاف للاسف اننا كعراقيين لم نتعلم او لم تجتهد الحكومات لتعلمنا كيف نحب الوطن.
وحب الوطن هذا ليس غريزيا كما قد يتصور البعض بل هو حب مشروط.
فان قلت لي احب الوطن لانه الوطن وحسب اقول لك انك تكذب ولديك اجندة تريد ان تمررها علي وتستغفلني وتبيع براسي شعارات فارغة.
ف لكي نحب الوطن علينا بدءا ان نشعر بقيمته واهميته لنا.
ولكي نحظى بذلك على هذا الوطن ان يقدم لنا الكثير حتى نكون في المستقبل بعد ان نذوق حلاوة الوطن بما يعطي مستعدين لنبذل بدورنا دون تفضل منا الغالي والنفيس كي نذود عن حياضه ونرتعد ان خناه فنرتد.
هل فعل العراق بحكوماته المتعاقبة معنا ذلك ؟
اتصور ان الجميع يعرف الاجابة.
والنتيجة هي كما نرى....مسوخ بعقول تتلوى كلها تدعي الوطنية وكلها تفتش عن خرم ابرة كي تعيش من خلالها وتعتاش.
اقلام جاهزة للبيع وضمائر معروضة بالمزاد.
وعقول فسدت لانها تعيش في حيرة من امر مايحدث بالعراق ضاع معها الميزان والبوصلة.
مع كل جهد صرفه انسان ومال انفقه كي يبني عقلا وفكرا بضاعة فاسدة يروج بها المنتج.
فهذا يبيع باسم الحسين.
وذاك يبيع باسم الوطن والوطنية والمقاومة للمحتل .
وثالث يروج لراكد البضاعة...يغلفها باوراق ملونة جديدة ويعيد لنا من جديد حكايات البعث.
من هنا تاتي احكامنا مبنية على اساس عنوان الدائرة التي لها نروج والمؤسسة التي نعمل بها وندافع عن عنوانها.
ورابع لايستطيع ان يخرج من فكر المظلومية بغض النظر عن حجم الحقيقة وحجم التجارة فيها.
ان كنا مجلسيين وتلك فسحتنا للوصول الى السوق وتبضع ماتحتاجه الاسرة يكون الزيدي عندنا مجرم وضيع وكيف لا والبارحة وضعنا ايدينا بايدي الامريكان ووقعنا الاتفاق...ثم لو ان الرجل انتمى لجماعتنا فلربما وجدنا له تصريفة تحفظ عليه وضعه وتضع بايدينا سلاح مناورة جديد....نعم وقعنا على الاتفاق لكنا والله ممتعضون وهذا هو سفيرنا الزيدي ياتيكم بالدليل.
وان كنا صدريين فقد جاءنا الغيث من السماء وها انتم ترون مايراه الشعب وقد سمعناها جلية من زيدينا البطل صرخة تلجم كل كفّار اثيم وتلك هي بلا شك فرصة نقدح بها غريم الامس واليوم وكل يوم فنعترض على مايوافق عليه بعيدا عن مصلحة الوطن الذي لايعنينا بشيء فانه ماتنعم علينا يوما بغير الذل والفقر والتهميش.
ورحنا نسمع عن خلاف عميق اشتد بين بعث الصدريين وبعث العودة على شرف انتساب الزيدي لهما.
وان كنا كردا فالامر لن يعنينا لامن قريب او بعيد وسنستنكر هذا الفعل باستحياء وقلوبنا سترقص فها هم الاعراب المجانين يهدوننا صورة اخرى قد نستفيد منها ونقنع الاخرين باننا شركاء افضل واكثر اتزانا فنحن متوافقون مع هدايا الغرب ولاننكرها ولندع الاعراب يحتربون فيما بينهم على الزيدي وحذاءه بين متحفز ليثأر ومتقافز يحسب نفسه وقد انتصر.
وان كنا اعرابا قوميين عراقيين وغير عراقيين فكل بصقة هي انتصار وكل امتعاض هو موقف تاريخي وصرنا نفتش في مزبلة الهزائم المتكررة عن اصغرها كي نجملها ونزينها ونمررها للاخرين كانتصار عظيم ونحاول اقناعهم بذلك ثم نقتنع بكذبتنا فنصدقها وتضحى حقيقة نافذه لامجال للتشكيك فيها.
وهكذا دواليك كان مجرى الامور سيكون.
كل هؤلاء كانوا مستعدين للحدث وامتشقوا السيوف للجهاد.
ولولا ان الزاملي سحب منا حلبة الصراع لرايتم العجب العجاب مما كنا سنفعله.
هذا ماكان يخشاه صاحب كتابات.
ويبقى السؤال ولكن لماذا ؟ومم يخاف؟
قيل ان الرجل اصابته رعدة فخشى يوم بأس عظيم!
فلقد تعلم اللاحقون من سابقيهم كيف يصطادون مناوئيهم ومن لايلتزم بالسراط المستقيم.
وقال اخر ان الرجل بعكس مايدعي ينشر فقط مايلائم هواه!
ولعل اراء الكتاب الذين بعثوا بمقالاتهم اليه لم تتفق وهواه.
لكن حقيقة الامر ان جزء من المشكلة يقع علينا والجزء الاكبر يقع عليه.
مشكلتنا هي مالخصتها قبلا فنحن حتى الان الا فيما ندر لانستطيع ان نكون موضوعيين مع الاحداث لاننا ببساطة في اللحظة التي نمسك بها القلم تحذونا الافكار المسبقة ولنا منطلقات لانستطيع الهروب منها فلا نحن نستفيد ولانتعلم ولايسمع بعضنا بعضا وان اتانا فلان بخطاب لم نعتد سماعه او خالف انتماءنا استللنا القلم لنبدأ عملية الهجوم مؤذنين بحرب شعواء لايخبو اوارها بغير دماء وضحايا ترضي غرورنا ثم ننتقل لمرحلة التنكيل بجثث الضحايا ويجري كل مايجري تحت لافته وطنية كبيرة كتلك التي يدعو لها صاحبنا ونصر جميعا بانها بدعة.
فهم الزاملي كل هذا فأثر الابتعاد ووجد ان من الاسلم ان يبقي بيته بعيدا عن هذا الاثم.
السبب الاهم في منع النشر في هذا الموضوع هو الزاملي نفسه ومايعاني منه الرجل.
مشكلة الزاملي انه غير مؤدلج....هكذا ببساطة.
هو بالفعل لاينتمي لحزب ولا يتحزب لدين او مذهب او فكر عشائري او قومي.
وهذا يخلق مشكلة كبيرة.
تصوروا لو كانت كتابات موقعا يتبنى فكر المقاومة مثلا.
هل كانت ستكون هناك مشكلة...بل هل كنتم ستدينون الزاملي يوما؟
على الاطلاق...لن تفعلوا لانه ببساطة سيصبح موقعا يؤمه المقاومون ومن يدعون لهم وسيكتب فيه كتاب المقاومة وسينّظر فيه الاعراب من غير العراقيين وستكون حادثة الزيدي مثلا عيدا وطنيا في ذلك الموقع وستمنع نشر اي كتابات تدين فعل صاحب الحذاء .
او ان تكون كتابات موقعا يعلي من شأن طائفة ما او قومية ما فكل الذي سيحصل والحال هكذا انها ستلقى دعما من تلك الجهات وسيكون لها كتابها المتوالفين مع هذا المنهج وسينصرف عنها من كان ينتمي لانتماء اخر ولن تكون هناك اية مشكلة في استعراض وتناول قضية الزيدي وسواه لان الكتابات ستكون بلون واحد منسجم مع توجهات التوجه المدعوم.
المشكلة حقا تكمن في كتابات وصاحبها.
عدم ادلجتها سيتيح للجميع ابداء الاراء.
ولان الاراء قلما تكون محايدة ومستقلة تحكم بموضوعية فتقول ما للزيدي وما عليه.
ولان القضية ليست صغيرة وبالامكان المرور عليها سريعا ثم تطوى الصحف وننتقل باليوم التالي لحرب اخرى جديدة ننسى فيها انتصاراتنا وهزائمنا ونلم شتات انفسنا وندفن ضحايانا.
فان الخوض في تلك القضية الشائكة كانت بلا شك ستؤدي لنتيجة واحدة.
كتابات حلبة صراعات لاتنتهي فيها الكثير من التوتر والفسوق والحروب القذرة بين المؤيدين والاضداد.
وماالضير؟ واين الخوف؟
انه مرة اخرى في الخشية من الاتهامات التي ستنزل كالمطر على صاحب كتابات بمحاباة طرف دون سواه.
وسيقتنع انصار هذا الحلف او ذاك بهذا الايثار ويعتبرون سببه وقوف الزاملي مناصرا لهذا الراي المعين.
ومن هناك سيشتق الاحباب دواعي الاسباب التي حدت بالزاملي للمراعاة.
وسيكون الرجل في نهاية المطاف اما بعثيا مجرما ان ناصر او يصير عميلا وغير وطني ان شجّب.
ارايتم الحيرة التي انتابت الزاملي والموقف الحرج الذي وجد نفسه فيه فأوجب المنع؟
اتمنى ذلك.
samialrubiee@msn.com