ســـــــيد ثجـــــــيل ماهكــــذا تورد الابل
حزب البعث العربي الاشتراكي.
صدام حسين وابنيه.
المجلس الاعلى الاسلامي.
عبد العزيز الحكيم وابنه عمار.
هل تجوز المقارنة بينهما؟
نعم حتى بين السيئين هناك السيء ومن هو اسوأ والمقارنة بموضوعية امر مقبول.
ومع ذلك فالمقارنة بين هاتين الحالتين تبدو غير معقولة بل وهي ايضا غير علمية بالشكل الذي ذهب اليه السيد ثجيل يوم امس.
فحزب البعث كان يحكم كامل العراق وصوت صدام حسين كان الصوت الاوحد واستمر هذا الحال لعقود طويلة وعندما تتحصل قيادة ما على السلطة المطلقة فالمفسدة في زمانها تكون مطلقة ايضا.
فكيف لنا والحال هكذا ان نقيس اليوم مبلغ السوءات التي تعتمل في اذهان أل الحكيم وهم اليوم ليسوا اكثر من رقم واحد من بين ارقام كثيرة كلها لها تأثير باحجام مختلفة.
ماتراه اليوم من سوءات وتجاوزات هؤلاء القوم وهم بعد لم يحظوا بالسلطة المطلقة تجعلك ان سرحت بالخيال قليلا ورسمت توقعات للمستقبل تصاب بقشعريرة الخوف ورعدة الرعب.
وستقول ولن تكون لهم سلطة مطلقة في العراق الجديد وهذا مانعوّل عليه ايضا غير اننا ايضا غير غافلين عن سعيهم المحموم باتجاه هذا الهدف فهم ابدا لم يسمحوا للعراقيين بالاختيار بحرية ودوما بحثوا عن الوسيلة لسرقة ماليس من حقهم فمرة يستعملون المرجعية واسمها بالانتخابات ومازال نضالهم في هذا الدرب مستمرا ومرة اخرى يحرضون على ضرب منافسيهم للاستفراد بالورقة الشيعية وهكذا ومع ذلك نامل الا يتفردوا يوما بالعراق او بوسطه وجنوبه في ظل مشروعهم التقسيمي وسيكون ابناء العراق متيقظين لافشال مشاريعهم المشبوهه.
ومع ذلك ايضا فان انت اهملت كل ذلك ونظرت الى الصورة كاملة لرأيت بان صدام حسين كان اشرف كثيرا واكثر وطنية من هؤلاء الحثالات.
فصدام مثلا لم يتوجه للعراقيين يوما بطروحات طائفية ولو انه فعل لما كان له ان يسقط في حربه الاخيرة فان سقط فما كان لاحد ان يجد له اثرا كحال بن لادن مثلا في منطقة القبائل بباكستان ولكان طريق هروبه لدول عربية بذاتها ميسرا وسهلا لكنه ببساطة لم يكن طائفيا في يوم فان اصبحت كذلك كشان عائلة الحكيم مثلا فان صفة الوطنية تسقط عنك وعلى الفور.
صدام حسين لم يشكل في يوم جيشا في ارض دولة عدوة في حرب مع العراق وانطلق منها ليحارب ابناء جلدته كما فعل الحكيم خصوصا اذا ماعلمنا ان تلك العمليات ماكانت موجهة للقيادات العليا في الدولة او الحزب او الجيش وكان الهدف الوحيد هو لارباك الجيش باعتبار ان تلك العمليات التي كان يقودها الحكيم ويذهب ضحيتها بالدرجة الاساس ابناء الجنوب البسطاء من الجنود والضباط الصغار كانت تجري من قبل عراقيين خونة على ارض بلادهم.
وقد يسألني سائل لكنك دوما كنت مع الاحتلال الامريكي فما الفرق بين العمالة لهذه الجهة او تلك؟كلاكما في الهم سواء....واجيب ليست امريكا كايران فاي مشروع في العراق تقوده امريكا ماكان سيرتدي حلة طائفية كما اننا تعاملنا مع امريكا على اساس معطيات الواقع فايدنا مشروع اسقاط النظام على اساس الخدمات والمصالح المشتركة وشكرنا الله اذ توافقت مصلحة الشعب العراقي مع مصلحة امريكا حسب الظن وقتها اما ان يكون البديل لصدام ان يصبح العراق عاهرة ايران فهذا غير مقبول تماما وكم كان جميلا لو امتلكنا الة الزمن لنعيد الماضي فنرضى بصدام واحد ومجرم واحد درسنا ظروف جرائمة وتعلمنا ان نتجنب خطوطه الحمراء كيلا نقع في دائرة غضبه وانتقامه.
عمار يقتل كما كان عدي يفعل وهو يسرق الدولة كما كانت يد عدي مطلقة بان تفعل وحجتك التي تقول بان هاتوا دليلكم ارد عليها بهات دليلك عن قصة ابن العمارة المسكين ذاك الذي قتله عدي بمطفأة الحريق...ممن سمعت ذلك وهل لديك تسجيل او تصوير فيديو عليه ام انك مثلنا سمعت لكنك صدقت فقط لان القصة تجري مجرى الهوى.
نعم عدي قاتل وقصتك تلك صحيحة ولا شك فان لم تكن فهناك قصص اخرى شبيهة لتلك هي صحيحة بالتاكيد وعمار ايضا قاتل ومصاص دماء وعلى الاثنين معا هناك ولاريب ادلة مادية لكن لست انا ولست انت في مكان ليتسنى لنا تحصيل الادلة وستمضي الايام ويقف هؤلاء كما وقف دكتاتور الامس وسننبش اوراقهم ونسجل جرائمهم.
لو كنا بوضع طبيعي لكفّر العراقيون عن جريمتهم الشعناء بسحل الملك بالشوارع فسحلوا الحكيم وابنه عمار في اللحظة التي وقف ابوه الرّمة في طهران ليهب اعّزته مائة بليون دولار كتعويضات متصورا انه قد احتكم على خزائن الوطن فراح يوزع عرفان الجميل لجارة السوء امه وابيه من لحمنا الحي.
كان الصدريون اغبياء...ملئوا الشوارع واهتموا بصغائر الامور...هذه سافرة...ذلك حلق لحيته وشذٌب شاربه...فلان يبيع الخمور وهكذا فحملوا من وزر الجرائم اكثر مما ارتكبوا فيما راحت عصابة الحكيم بفيلقه الايراني غدر تقتل الاطباء واساتذة الجامعة والضباط والطياريين والعلماء وكل العراقيين يعلمون بذلك ولا ينكره الا الذين في نفوسهم ارب.
لم يكن عدي كفوءا...وهو كذلك واخرون كثر...بل ان اشد ماكان يؤلمنا يومها ان يكون وانا اتكلم بالاغلب الاعم قادة كل المؤسسات واجهزة الدولة من غير الكفوئين ذلك ان ماكان يطلبه المنصب شهادات بالولاء للحزب والدولة والولاء للقائد والدرجة الحزبية والتاريخ البطولي(والمقصود به كم تقرير كتبت وكم عدد وليمة اعدام فيها شاركت) وكان امرا تعيسا حقا ان تجد رئيسك في العمل اكثر الناس جهلا واقلهم ذكاءا وفطنة واصغرهم شهادة ودرجة علمية وان تراه مثلا طبيبا في مستشفى كبير وهو يلبس اللباس العسكري ويتمنطق المسدس ويباهي الاخرين بقربه من مدير الامن.
ولكن سيدي ثجيل لماذا هذه المقارنة الساخرة التي تدفعنا للضحك حتى البكاء...فهل عمار كفوء...من اي كلية عريقة حاز على الشهادة...واي خبرة امتلك هذا الصغير...وهل كنت في يوم ستراه يصلح لاكثر من ان يكون فراشا في مدرسة ابتدائية لو لم يكن ابن الدجال...وماهي كفاءات اعلام اليوم في العراق الجديد غير ان يكون حسنيا مهديا راعيا لثقافات الجهل والتجهيل مكرسا لافكار العبودية المقيتة لاناس دأبوا على ارتكاب العهر بكل اصنافه.
ام انك تحسب تلك التي تقافزت وتراقصت في البرلمان وهي ترتدي الحجاب بالشكل الذي لم يعرفه اهل العراق الملتزمين دينيا من قبل فتبدو وكانها رحلت في الصباح من مجلس البرلمان الايراني لتدخل مجلسنا كفوءة؟ ثم راحت تزبد وترعد وخرجت علينا بالنهاية بمقولة هل تضمنون لي بان الامريكان (لن يبولوا على القران من جديد)واعذروني سادتي اذ نقلتكم لمكان انتم في غنى عنه الان ربما(الحمام)فانا من هذا القول بريء براءة الذئب من دم يوسف ولم افعل غير اني اقتبست لكم ماورد على لسان تلك الفطحل الدكتورة المهدية.
بين صدام والحكيم لاخيار ولا اختيار فالاول كان مجرما وكان غبيا وكان جاهلا ولم يكن بسياسي مثلما هو لم يفهم من العسكرية شيء استعمل فرط القوة لكنه لم يكن طائفيا وكان في ظلمه عادلا وزعه على الجميع واما الاخير فهو ايراني حاقد على العراق عدو للعراقيين العرب وللعرب من غير العراقيين باستثناء من كان مثله امعة يتاجر بالدين ويحصد الارباح ويحاول ان يقنع مواطنيه بان المذهب اسمى واغلى من الوطن.
من يعتقد ولو للحظة بان العراق سيحكمه ايرانيون فهو واهم....هذه مرحلة وستمر وبعد حين سيتراكض الصغير وصحبه باتجاه الحدود فان نجح فراره بصقنا خلفه وان ظفرته ايدينا لن يجد الامريكيين كي يقيموا له محكمة ولو صورية ويومها سنرسل للسيد ثجيل الكثير من الاوراق ليراجعها ويتثبت من صواب رأينا.
samialrubaiee@msn.com