رسالة للعرب والخليجيين...مررت الاتفاقية مع امريكا فهيّا

مررت الاتفاقية الامنية العراقية الامريكية.
وافق عليها البرلمانيون العراقيون بعد ان جاءت الايراني منهم موافقة ايران.
وبعد ان اعطي البعثي ضمانات ان يتركوه وشأنه.
وبعد ان داب الفاهمون على شرح انعدام البدائل وتربص الطامعين وضعف المدافعين.
وبعد ان سكب الكرد من الدموع ماسكبوا مذعورين.
وبعد ان ضج الصدريون بترهاتهم ثم دقّوا في نعش تيارهم مسماره الاخير.

الان لدينا فسحة من امل وفرصة من راحة لاسترجاع الانفاس او هكذا نعنقد.
لكن السؤال الحقيقي هل نحن اليوم في مأمن حقا؟
وهل ستلتزم الادارة الجديدة بالاتفاقية وتنفذ كامل بنودها؟
وهل هي راغبة بذلك او ملزمة؟
وهل سيكون العراق بخير يوم تشرع امريكا بالانسحاب؟

اتصور ان الادارة الجديدة ليست مهتمة بالعراق ومايجري او سيجري به او عليه
وهي وضحت منذ البدء ان المشكلة ليست ولم تكن يوما بالعراق
فالارهاب الذي ضربها صناعته كانت في مكان اخر ووجوده كان هو الاخر في مكان اخر وقد رحل اليهم من مكان اخر وليس من العراق بالتاكيد
اجد صعوبة كبيرة في التصديق بان الادارة الجديدة ستقبل ان تستلم ملف العراق الثقيل وتنوء بحمله وتلتزم به وعلينا ان نتوقع في اية لحظة ان يقرر اوباما الانسحاب.

العراق مازال يهدده خطر كبير.
واصل هذا الخطر ان التدخل الايراني في العراق على مايبدو لن توقفه هذه الاتفاقية.
وانا اشك في رغبة الادارة الجديدة بالاستمرار في هذا العهر العراقي.
فقد خسرت الكثير من سمعتها واموالها وارواح جنودها .
مكانة امريكا اليوم ليست كتلك التي كانت قبل حرب العراق.
الاقتصاد في امريكا منهار ونفسية الجندي الامريكي والمواطن الامريكي ايضا ملّت هذه السياسة.
والكل بات مقتنع بان على امريكا ان تنسى مشاريع الحرب المكلفة وان الاوان قد حان للاهتمام بمشاكل الداخل.

لذلك اقول ان العراق مازال بخطر كبير.
بل ان الدول العربية وخصوصا في الخليج يتهددها خطرعظيم.
وصار لزاما عليها ان تتحرك لاعن طريق التعويل على امريكا.
ولا عن طريق بعض التصريحات الاعلامية الخجولة التي تشير لواقع الجريمة ومرتكبها.
لا بل عن طريق العمل الدؤوب ليكون تأثيرها واضحا في العراق.
على دول الخليج وعلى راسها السعودية ان تعلم ان الحرب قد بدأت فعليا الان.
فانا لااستغرب ابدا ان يتنصل اوباما وادارته من هذه الاتفاقية قريبا.

وهنا على دول الخليج وكل العرب ان يبدأوا بالاجراءات الاحترازية التي لاتبدأ عند حدودهم بل في الداخل العراقي.
ليس المطلوب ارسال مجاميع من اتباع التطرف الديني الطائفي لتذبح بسطاء العراقيين وتهيج ضدهم الشارع العراقي.

بل عليهم ان يستعدوا بتهيئة قوات نظامية جاهزة للتدخل السريع في العراق في حال قررت ادارة اوباما الرحيل تحت اي ظرف ولو في ظل تنفيذ بنود الاتفاقية وتحقق الانسحاب في نهاية 2011 فأنا لااحسب ان وضع العراق سيتغير كثيرا حينها.
نفس الايدي الطامعة ستكون جاهزة لسرقة الاراضي العراقية و ستصبح ايران مجاورة برا لدول الخليج العربي.
ونفس عبيد بلاد فارس سيكونون موجوين وحاضرين ليلعبوا نفس ادوار الشر.
طبعا لست ساذجا كيلا اعلم ان مااقول قد لايبدو اكثر من اضغاث احلام.
فان تتوقع هذا الدور من العرب والخليج يبدو امرا غير معقول.
فمتى دافعت هذه الدول عن نفسها فاصّدق بأن مااتحدث عنه ممكن.

لكني سأكتفي بالقول تلك هي فرصتهم الاخيرة لا بانقاذ العراق فلو كان الشأن شأن العراق وحسب لما استغربت من رؤيتهم يضحكون فرحين ولو احترقنا بنار جهنم ولنا معهم بالماضي تجارب تثبت سلامة هذا الرأي.
غير اني انّبه بان الخطر صار يبحث عن جغرافية ابعد من جغرافية العراق بكثير وانه أتيهم لامحالة.
نعم أن لهم ان يتحركوا كي ينقذوا انفسهم والا يأجلوا الامر حتى ساعة ولات مندم .

واقول للعرب ايضا الاتفاقية الامنية مع امريكا بصيص امل لتأجيل المشكلة لكنها ليست الحل.
والتعويل على امريكا بالتعامل مع مشكلة تمدد النفوذ الايراني ضرب من الخيال.
والانتظار طويلا حتى امتلاك ايران للسلاح النووي انتحار.
وان يدرسوا الحالة العراقية جيدا ويفهموها فالاحتلال الايراني للعراق اليوم بات شكله واضحا
لاتحتاج فيه ايران للجيوش بل للجحوش.
وهؤلاء الجحوش موجودون بكثرة بالعراق والسعودية والبحرين والكويت ولبنان وهم جاهزون لبيع الوطن دونما خجل اثارهم لاتخفى على احد ويكفيهم ان يسمعوا شخير المرجع في ايران ليعرضوا بناتهم في سوق النخاسة.

لديكم الاموال والعرب العاطلون عن العمل بالملايين والطموح الايراني يجب نحره في العراق لانه ان تجاوزنا فلتقرأوا على دولكم السلام.

كونوا صرحاء مع المالكي....اسالوه هل بامكانه ان يخرج من العباءة الايرانية فان استجاب فلا تبخلوا بدعمه وكونوا وسيط الخير بينه وبين الادارة الجديدة كي تتيح له فرصة التخلص من حثالات ايران واولهم وليس اخرهم الحكيم وعائلته القذرة وان لم يستجب فابحثوا عن اسم اخر وهيئوه وتهيأوا معه لمعركة الحسم وهي اتية لاريب فيها.

لابد لكم ان تتحركوا في العراق وان تصرفوا الاموال لتهيأة الحلفاء ففي ذلك خدمة لنا ولكم....هناك عشائر شيعية بامكانها ان تسند مشروعا عراقيا وطنيا وهي متبرمة مثل السنة من النفوذ الايراني في بلدنا.

اما الكرد فمن خلال الضغط على امريكا لتوقف دعمها لمشروعهم التقسيمي ومن خلال دعم الحكومة ان تعاونت معكم ومن خلال اسناد الموقف المناهض لايران لاية مجموعة مجتمعية او كتلة سياسية في العراق يكون من السهل جدا ان يتعامل العراقيون معهم ويضعون النقاط على الحروف.

لدينا فترة قصيرة جدا للعمل سوية كعراقيين حريصين على بقاء العراق موحدا وغير خاضع لسيد قم وطهران وكعرب يدركون ان تقسيم العراق يعني زوال هذا السور المنيع الذي يمنع تمدد ايران اليهم وعليه تتكسر كل احلام الصفويين.

الفترة القصيرة التي اتحدث عنها هي امد الاتفاقية قبيل الانسحاب الامريكي والذي كما اسلفت قد يأتي اسرع مما نتوقع.


samialrubaiee@msn.com