الكــــــرد وعمتهـــــــم براقــــش!
نائب كويتي يحذر امريكا من تزويد الجيش العراقي باسلحة متطورة!
شقيقنا انف الذكر يخشى الاخلال بالتوازن القائم اليوم بين العراق والكويت وباقي دول الخليج!
ولست ادري عن اي توازن يتحدث اخونا الكريم؟
هل بالامكان حقا تحقيق مثل هذا التوازن بين دولة كبيرة مثل العراق واخرى لاتتعدى مساحتها او تعداد سكانها مع المقيمين مدينة عراقية كالبصرة مثلا خصوصا ان الكويت ليست بمعزة اسرائيل لدى امريكا ولا مصلحة للاخيرة بان تجعل الكويت دولة قوية لاتحتاج للحماية الامريكية.
وعلى اية حال انا لست معنيا كثيرا بما تريده الكويت ولا احسب ان امريكا او سواها ستعير اهتماما لهذاالتخرّص وموقف الكويت البارحة لم ينسه العراقيون بعد.
فقد اصرّ الاشقاء طوال عقد من الزمان واكثر ان يستمر الحصار على العراق مع علمهم اليقيني ان هذا الحصار ماكان ليحرك شعرة في جبين صدام ونظامه بل على العكس كان سببا هاما لتدعيم حكمه وتسلطه على رقاب الشعب.
لم يعنهم شيئا ان يموت كل شهر ستة الاف طفل عراقي لنقص الغذاء والدواء.
ولم تتحرك نخوتهم العروبية ولا مروءتهم الاسلامية على نسائهم العراقيات اللواتي صار اشقاء القومية والدين يبيعونهم ويشرونهم في حانات ومراقص الاردن وسوريا ودبي.
حلبوا مليارات العراق حلبا بداعي التعويضات ومازالوا حتى بعد زوال نظام صدام المقبور يصرون على ابتزاز العراق كي يمنعوا نهوض العراقي ليتفرغ لمرحلة بناء الوطن ونسيان الزمن الرديء.
نعم نحن اميون ونعم نحن مساكين لم تمهلنا الحياة او تعطنا فرصة لنحتل المكانة التي نستحق في هذا العالم لكنّا لسنا عميان او سذجا وندرك تمام الادراك الدور الكويتي والخليجي الذي مورس معنا يوم استدرج زعيم امة الضيم والظلم ليخوض حرب الامم بالنيابة مع ايران وكيف استدرج مرة اخرى لحرب الكويت وما كان دور الكويت في كل ذلك.
لامشكلة عندنا كعراقيين مع الكويت فنحن نتفهم موقفها ونعلم ان علاقات العراق معها ستكون بالمستقبل مبنية على تبادل المصالح بعد ان تزول الشكوك وتهدأ النفوس ويقرر الطرفان طوي صفحة الماضي وتجاوز الالام.
لكن الخطر الحقيقي هو الذي ياتيك ممن يكذب عليك ويصور لك نفسه بانه صديق و اخ شقيق ويتربص الفرصة باحثا عن لحظة ضعف لينقض عليك ويعقرك.
وهنا يأتي دور الكرد فهؤلاء الطائشون قرروا ان يفعلوا كما الاعداء وراحوا يسجلون احتجاجهم عن صفقة السلاح المقترحة للجيش العراقي والتي يمكن ان تخل بالتوازن بين المركز وكردستان!
هل سمعتم لغطا مثل هذا؟اعني نفهم مايريده الكويتيون....عراقا ضعيفا على الهامش لايهش ولاينش ولا يملك شيئا حتى من امر نفسه ناهيك عن دور ممكن ان يلعبه في المنطقة على اقل تقدير دفاعا عن مصالحه فهل هذا هو مايريده الكرد ايضا؟
لست في عجب ولن ادعي الاستغراب فموقف الكرد هذا ليس مفاجأة بالنسبة لي.
غير ان المفاجأة هو حجم الغباء الذي يملكه ساستهم!
هل حسبتم حقا بان امريكا ستتخلى عن العراق من اجل عيونكم؟
هل تظنون حقا ان من مصلحة امريكا ان يبقى العراق ضعيفا لايستطيع الدفاع عن نفسه؟
وماذا سيكون مصيره اذا لو خرجت امريكا ولو بعد عقد من الزمان او عقدين....تتركه لقمة سائغة لاطماع الجيران ؟
وماذا عن الفوضى التي يمكن ان تخلقوها انتم الكرد يوم تريدون وتقررون في المنطقة ان لم تمتلك الدولة قوة رادعة لطيشكم؟
واين تركيا من هذه الحسابات سواءا اقررت تلك ان تدافع عن مصالحها في المنطقة وتصرفت بفردية او من خلال الاتفاق وتوزيع الادوار مع حليفتها امريكا؟
ايها الاشقاء الكرد من دولة المريخ البطلة!
لكم امتياز بخلق العداوات....احقا تخشون العراق....اتخافون عربه.....اتحسبون قوة الجيش العراقي ضعفا لكم؟
الا فليعلم جهلتكم ان بقوة الجيش العراقي ملاذ الامن الوحيد لكم....بقوته فقط انتم سالمون ومادون ذلك فلكم الوحوش المتربصة التي لن تحتاج دعوة.
هذا التوازن الذي تريدونه من المركز العراقي اطلبوه من سوريا ومن ايران ومن تركيا فقوة المركز العراقي ويوم يرى هؤلاء جيشكم العراقي يصول ويجول على ارضه يرتدع كل هؤلاء وبغير ذلك تبقون عصافير ضعيفة تنتظر ان يخترقها السيخ لتشوى.
وسأقولها مرة اخرى خلق كل هؤلاء الاعداء لايخدم لا قضيتكم ولا مصلحة وطنكم والتعويل على الدور الامريكي فقط دون قراءة متأنية للواقع خطأ شنيع .
امريكا ايها الابطال تعشق وتعاشر لكنها لاتتزوج.
امريكا تستبدل العشاق كلما اصابها الملل.
والملل وفق المفهوم الامريكي اسمه المصلحة وتلك الاخيرة لاتستقر بارض وتتغير باستمرار.
اذا لم تصدقوني زوروا قبر الرئيس الفلبيني السابق ماركوس وسيحدثكم او اسألوا صداما وقبره منكم قريب يغنيكم عن متاعب السفر وسيحدثكم عن ايام الربيع والخريف ثم الشتاء الامريكي بزخات امطاره الزاخرات وصواعقه الماحقات.
عودوا لرشدكم فقد طال صبر العراقيين عليكم.....معنا لبناء الدولة او ضدنا لتهديم الدولة وحينها ستكونون الخاسر الاكبر وعلى نفسها جنت براقش.
samialrubaiee@msn.com
