كومة حجار ولا هذا الجار..يبدأ الدور العربي من هنا

لو كان لي ان اعيد عقارب الزمن للوراء ماترددت لحظة.
لو سأل العراقيين عن امانيهم لاشتركوا جميعا الا قليل في أمل واحد هوان يكون مايعيشونه اليوم مجرد حلم او لتقل كابوس.
غير ان ماحصل قد حصل بالفعل ولم يكن احد يعلم الغيب ولم يكن بيد احد ان يمنع ماحصل.

بات احتلال العراق حقيقة والتغيير قد تم......للاحسن كما يطبل السراق وعملاء ايران والانتهازيون.....ام للاسوأ كما اعتقد انا ومعي رهط كبير جدا من العراقيين الذين يملئون الساحات والشوارع في غير دولة عربية وغير عربية.

ماعاد الحديث عن الماضي نافعا.....ولا البكاء او الياس مفيدا.
كما ان معالجة هذه القضية الشائكة باستخدام الاساليب القديمة....اساليب التخوين و تهمةالانحياز او العمل للغرب ورفع الشعارات والنضال برفع العقيرة عاليا ماعاد مجديا ايضا.

اليوم علينا ان نفكر بعقل وحكمة.....سيسميها تجار الكلمة الذين باعوا كل شيء منذ زمن بعيد خنوعا واستسلاما وربما عمالة.....لاعليكم بهم....هؤلاء هذا ديدنهم بايديهم ضاعت فلسطين ولو تركناهم مرة اخرى يخدعوننا بشعاراتهم الرنانة فسيضيع العراق وكل الدول العربية واحدة تلحق الاخرى.

امريكا هي القوة المتفردة بالعالم اليوم.......لايجرؤ احد على معاداتها....حتى القوى العالمية الاخرى القوية والتي تمتلك سلاحا نوويا فانها تختار دوما ان تكون بصفها والا تلجأ للمواجهة السافرة.

الارادة الامريكية تفرض ماتريد على الجميع واولهم حكامنا......فلا داعي للتشدق والكلام الكبير الذي لامعنى له....البعض يقول لكن حكامنا لايمثلونا انهم عملاء لامريكا....وهذا ايضا لغط والاصح ان نقول انهم او بعضهم عقلاء فهموا هذا الامر من بعض زمن فتعاملوا مع الامر بحكمة فاستفادوا وحفظوا شعوبهم وكراسيهم ايضا وحسنا فعلوا.

الان والعراق محتل فما العمل.....سيقول لك بعض الذين مازالوا يعيشون في الماضي انها المقاومة وطرد المحتل......وان قلت له لكني لااملك مايملك المحتل ولا اقوى عليه.....وان قلت له ان الاحتلال والاوباش الذين جاؤا معه جلبوا الطائفية وقسموا المجتمع واوقعونا في ما يمكن ان نسميه المضحك المبكي فالمحتل الذي جلب لنا السوء هو نفسه صار صمام الامان الذي يحفظ البلد من الوقوع بالاسوأ وان خروجه قد يؤدي لحرب اهليه طائفية وربما قومية ايضا.......وان قلت له بسبب المحتل صار الوطن ضعيفا وصار كل وضيع يقرر في ظلمة ليل ان يمد له يدا في عرض الوطن فانه يفعل ببساطة دون رادع وصار وجود المحتل مهما كنذير بالعقاب كيلا يفعل ذلك او على الاقل الا يبالغ......سمعته يهمم بالهراء المعهود حول المبدأ والشرف والكرامة ومعان كثيرة لااعرف كيف اصرفها في قاموس الدماء التي تنزف في العراق دونما هدف او نتيجة ملموسة.

الادهى من ذلك ان كثيرون يفتون وهم لايعلمون.....فقبل الصحوات كنا نحن العراقيون ندرك ان صراع المقاومة كان من اجل اهداف سياسية ولما تحققت ولو جزئيا صارت المقاومة صحوات وراحت تحارب نفسها وتحارب الدخلاء الذين نافسوها فانتهى كل شيء.

اليوم نحن في عراق جديد.....اسوأ نعم.....لكن ماباليد حيلة ولو شاءت امريكا ان تبدأ مشروعها هذا في سوريا او السعودية او جزر الواق واق فان النتيجة هي هي ذاتها فكيف العمل؟

اجد ان من المناسب ان نهدأ وان نفكر مليا فيما نقول......بعض العرب لاموا العراقيين على تخاذلهم.....بل ان بعض العرب ماتوا بالجلطة القلبية والسكتة الدماغية يوم شاهدوا على شاشات التلفاز سقوط بغداد في ساعات وكل منهم يؤمن بانه بحميته اليعربية وايمانه المطلق بعدالة القضية وحبه للارض فانه قادر على ان يحرث البحر وان يستعمل امريكا سمادا.

غير ان مالايعرفه اخواننا العرب الذين لم يخوضوا اي حرب منذ امد بعيد اللهم باستثناء الحروب الصغيرة في وسائل الاعلام ربما في الاتجاه المعاكس مثلا على قناة الجزيرة لايعلمون ان جيشا محترفا خاض حربا طويلة مع ايران لايمكن ان يسمح قادته ان يخوض حربا خاسرة سلفا فالتضحية بالدماء والنتيجة معروفة حتى للمعوق فكريا تعد لامسئولية مهنية لايستطيع القادة العسكريون الشرفاء تحملها.

قال لي احدهم يوما كيف ينام العراقيون والامريكان يعيشون بين ظهرانيهم......من عجب انه كان خليجيا.....حيث لاجنود امريكيون ولا وقواعد ولاتعاون عسكري وامني ولا بوراج وحاملات طائرات تقف عند ابواب بيوتهم....وكأن القوات الامريكية الغازية للعراق نزلت علينا من السماء مع المطر ولم تطأ ارجل جندي امريكي واحد ارضهم قبل ان يزورونا.....وكان ملائكة السماء جاءت لتخلص الكويت من الغزو العراقي لها....قال لي كويتي هذا ليس مثل ذاك....لقد استعملناهم كالخدم بفلوسنا ليأتوا ويطردوا العراقيين وانتهى الامر لااكثر.....مرحى للولايات المتحدة الكويتية.....لن اعلق اكثر كيلا اسقط في المحضور.

اليوم هناك احتلال امريكي....هذه حقيقة لانستطيع ان نفر منها كعراقيين او كعرب......وهناك احتلال اكثر خطورة يهدد بذهاب دولة العراق اليوم وغدا العرب.....وبين الاحتلالين اختار الاول للحد من خطورة الثاني ثم اختار الدور العربي للتأثير على الدور الامريكي بالاتفاق والاستمالة واقناعها بحفظ مصالحها من اجل العراق ومن اجل العرب ايضا.

كل ذراع عربي يمتد للعراق ينسحب ذراع ايراني قميء منها....كل ثقل عربي يجد مكانه بيننا
يساعد العراقيين على بتر يد ايرانية خاسئة.

كنت اتوقع من العرب ان يكونوا حكماء اكثر مما كانوا وان يلعبوا دورا هاما في العراق وفي تاريخ مبكر اكثر غير ان العرب لم يخيبوا ضني فهم مشهورون بالقراءات الخاطئة وجاء توجههم نحو العراق متاخرا جدا بعد ان استحكمت حلقات النفوذ الايراني وانا الان في شك حقيقي بوجود مجال للعرب لاستدراك الموقف واللحاق بما فات وارجو ان يكون لامريكا دور مهم في المرحلة المقبلة لترجيح كفة الثقل العربي بالعراق فهذا الاخير بحاجة ماسة لحاضنته العربية والجميع يدرك اليوم ان العراق بدون الدعم العربي يقع فريسةسهلة للدولة الفارسية الطامعة.

في الاردن ادرك الملك الاردني خطورة الدور الايراني في وقت مبكر....وفي الاردن ايضا ادركوا اهمية الا يعزل العراق فاخذ خطوات بهذا الاتجاه وتبعته دول اخرى الان كالامارات والبحرين.....هذا الامر سيتيح للمالكي ان يتحرك بثقة اكبر في الساحة العراقية خصوصا عند سنة العراق وبتحرر اكبر عن الضغوطات الايرانية بعد ان صار لديه حلفاء جدد بامكانه الاعتماد عليهم.

اتشاهدون قناة العراقية هذه الايام......هناك فاصل اعلاني يقول(كومة حجار ولا هذا الجار) حق مطلق لاريب فيه......من هنا يبدأ الدور العربي.

samialrubaiee@msn.com