خمسة ايام اخـــرى!

مرت الانتخابات بسلام.....كانت الخروقات قليلة...ولم تحدث حوادث امنية مهمة.

نسبة المشاركة كانت متواضعة وهذا امر تفسيره معروف:
فالناس مصابة بالاحباط والياس...وقدجربت السابقين واكتوت بنيران حقدهم واجرامهم وفساد ذممهم...ولم تعد ترغب بان يكون لاصبعها البنفسجي دورا هذه المرة في مجيء اخرين يسيرون على خطى من سبق ويقترفون نفس اخطائهم.

ولعل السبب الاخر الاهم في هذه المقاطعة هو تلك الخشية من التزوير الذي قد يضمن لمن هم على الكراسي اليوم ان يبقوا في مناصبهم فلا يعود لمجهودهم من تبرير طالما النتائج محسومة بالتزوير المحتمل.....واذا كان كل شيء في العراق فاسد واذا كان نفس الفاسدين يشرفون على هذه العملية فما هي الضمانة الا يتم التلاعب بالنتائج وخيارات المواطن؟

هذه المقاطعة للاسف تعني ان العراقيين بعد لم يفهموا اهمية وخطورة السلاح الموجود بايديهم الا وهو اصواتهم الانتخابية التي ومن خلالها بامكانهم ان يرفعوا من شاءوا مصاف النجوم او ان يهبطوا بهم اسفل السافلين.

مع كل هذا فان نسبة المشاركة معقولة وانا شخصيا سعيد اذ سمعت تصريح مفوضية الانتخابات بان نسبة المشاركة جاءت بواقع 51% لاني بصراحة اكره كثيرا الرقم 99% للاسباب المعروفة.

الاخبار عن النتائج الاولية جاءت ايضا مفرحة ففي كربلاء والنجف تحديدا رفض العراقيون رجالات او اشباه رجالات اليوم وانتخبوا صورا ووجوها جديدة وهذا امر رائع حقا.

فبغض النظر ان كان القادمون الجدد جيدون او يحّدون اسنانهم علينا وعلى اموالنا كسابقيهم فقد شهدوا مايمكن ان تفعله اصواتنا ولابد ان كانوا يملكون عقول ان يعتبروا مما حدث.

يقولون ايضا ان مجلس جماعة ايران قد خسر الكثير من جماهيره او من كان مخدوعا به لصالح ائتلاف دولة القانون والقائمة العراقية وتيار الاحرار المستقلين وان كان هذا الامر صحيحا فسنكون قادرين ان نقتنص بعض الامل في مستقبل افضل بشرط ان يعمل الفائزون وبجهود مضاعفة في المرحلة القادمة بتحجيم اي دور لهذا المجلس العميل ولسيدته ايران في العراق.

يقولون خمسة ايام وسنسمع ولست ادري لماذا كل هذا الوقت فامريكا بمئاتها المليونية احتاجت يوما فما صعوبة ان نفرز اراء سبعة ملايين فقط ونحتاج اسبوعا لنعرف النتائج الاولية وثلاثة اسابيع اخرى للتوصل للنتائج النهائية؟

اخشى مااخشاه ان تجري عمليات التزوير في هذه المرحلة-مرحلة الفرز-وبضمن مدتها الزمنية الطويلة.
سيادة دولة القانون المالكي احرس الصناديق بجفون عينيك ففي داخلها مستقبلك السياسي ومستقبل حياتنا ووجودنا ايضا.
لننتظر خمسة اخرى وربما هذه المرة تكون خمسات انتظاراتنا الطويلة تلك منجاتنا من خمسات الشمعة اللعينة.

وفّق الله كل الخيرين ولعن الله من مشى ورافق القنصل الايراني في جولته بحبيبتنا البصرة.

samialrubaiee@msn.com