عـــــــــــراقي للابــــــــــــــــدIRAQI4EVER................. عــــــــــراقي للابـــــــــــدIRAQI4EVER


الاثنين، آذار ٠٢، ٢٠٠٩

معسكر الامام!ياســـلام ياســـلام!









شجرة هرمة سقطت اوراقها ويبست اغصانها وتحجرت حتى الارض التي غرست فيها.
كانت تتوسط تلك الحديقة المهملة في منطقة (المعقل )بمحافظة البصرة... زحفت الرمال اليها واحتلت النفايات اغلب الارض التي احاطتها.
ومثل موقع معسكر الامام او مقبرة اصحابه كما ورد بالامس حول الجمل وما حمل من غثاء...يوم راح ابن العم والزوجة يتقاتلان على السلطة .... وقد مات الجمل والجمّال ثم تركوا لنا ماحملوه من صراعات واحقاد لتحملها بالنيابة عنهم الاجيال جيلا بعد جيل بلا كلل او ملل او افاق بحلول تقبلها الاطراف ولو من طريق تجاهل هذا الصراع ونبذه او تاجيله الى حين....
اقول مثل تلك وبدون مقدمات برزت الشجره لتفجّر مفاجاة غير متوقعة وتصير نجما متالقا في سماء البصرة وبات الناس كلهم يتحدثون عن تلك الاعجوبة الالهية وبالغ بعضهم في وصف كراماتها.

راحت الجموع البصرية الطيبة تتدفق نحو تلك المعجزة...
وراح الناس يتمسحون بجذعها كرامة ويكسر بعضهم اجزاء من اغصانها ليحتفظوا بها في بيوتهم املا ان تكون قبسا للخير والنجاح والسلامة.

اثار مايجري فضولي فقررت الرحيل اليها......
كانت الحديقة العامة الصغيرة مكتظة بجموع الوافدين....الملاءات السوداء كانت الحضور الاكبر ومعهم اطفال صغار كانوا فرحين ومنطلقين بهذه الرحلة الممتعة.

تجمع حول الجموع وتخللهم ايضا العشرات من الذين هبوا لاستثمار هذا السوق الجديد.....فهذا يبيع الماء وذاك يحضّر (الطعمية) وثالث يبيع الحلويات المصنوعة من تمر (الزهدي) للاطفال ورابع يفترش الارض ويبيع الاطعمة المعلبة المسروقة من المستشفى القريب .

اقتربت من المزار المقدس لااعرف اكثر وسالت شابا كانت رائحة الفقر والبؤس تفوحان منه عما يجري....اجابني واثقا ان الصاعقة قد ضربت بارادة الله جذعها فحفرت عليه كلمات...الله ومحمد وعلي.

كدت ان انفجر بالضحك لكني تمالكت نفسي وعلى الرغم اننا في ذلك اليوم لم نكن لنخشى بطش اصحاب السرداب لكنني مع ذلك اثرت السلامة وقررت ان اقترب اكثر وارى بنفسي ماحدثني عنه صاحبي هذا.

وبعد عراك وصراع فهذا يدفع وذاك (يهرس )قدمي ومن يجعل من كتفي مسند وصلت للحبيبة التي كانت بالامس (مبولة) تبول على جذعها قطعان الاغنام والماعز التي تمر بها وصارت بقدرة قادر مكانا طاهرا ومقدسا...بل صارت حشيمتها وكرامتها ان ذكرت بسوء فقد تودي بحياة المستنكر الهازيء.

ولما صرت قريبا من الجذع تأملت ماحفر عليها فماذا وجدت:
كلمات ثلاث حفرها بصعوبة احدهم باستعمال سكين او قطعة حديدية ربما ثم اطفأ عقب سكارته او سكائره في متن ماحفر...كانت عملية الحفر تلك صعبة على مايبدو فجاءات الكلمات المحفورة غير منتظمة في رسم الحرف او لعل هذا هو خط صاحبها الامي او ربما حاول ان يستذكي علينا فتعمد ان نرى هذا الميل و(الخربشة) في الخط لنقول ولكنها صاعقة فهل نحسبها ستكتب بانتظام وتخط الخط كما نرغب؟

لم يسأل صاحبنا نفسه ليقول ولكن كيف يمكن للصاعقة ان تحفر كل الكلمة بل كل الكلمات بقطع واحد وحجم واحد وعمق واحد وكيف ان المساحة بين الكلمات القريبة جدا من بعضها سليمة لم يمسها شيء ولم يصلها حرق!

بل كيف ان تلك الكلمات التي من المفترض ان الحرق قد سببها بقيت على حالها تلك ولم تتاثر الا من لون اسود فاتر ولو ان الرجل تخرج من مدرسة لعلم ان قوة التفريغ الكهربائي الذي يرافق الصاعقة سيقتلع ويحرق الشجرة وربما مايجاورها وليس تلك المسكينة اليابسة التي تنتظر ان يلقي احدهم بعقب سكارة عليها لتشتعل فيها النيران وتاتي عليها بدقائق معدوات؟!

ولعلم ايضا ان هذه الحديقة الصغيرة التي تحيط بها الابنية من كل الجوانب تقريبا وهي منها اعلى من كل الاشجار القليلة التي تبقت فيها كانت ستكون المرشح الاقرب لاستقبال الصاعقة بدلا من هذه الشجرة!

بعد ايام وبعد ان صار واضحا الى السلطات المحلية ان زوار الشجرة تلك سيصيرون اكثر عددا من زوار الحسين قررت ان تقطع الشجرة وترحمها وهي العجوز من تعبها وترحم المساكين من السفر اليها وصرف الجهد والمال في تلك الرحلة.

رحلت تلك الشجرة ورجعت النساء والاطفال للبيوت وانصرفوا لشؤونهم من جديد ونسوا الشجرة ولعل بعضهم وجدها بعد حين ملقاة في احدى زوايا الحديقة فقام بذبحها وتقطيع اوصالها حطبا انضج قدرا ينتظره صبية جياع او دفئا تحتمي به من برد الشتاء اجساد صغيرة.

قتل الشجرة تلك كان في مصلحة الناس التي صار موتها معطائا وكانت حياتها سببا لتشتيت همة الناس وجعلهم يتمسكون باحلام لايسعون لتحقيقها من خلال العمل وبذل الجهد بل من خلال النظر للصنم واسطتهم للسماء عل السماء تعطيهم قمحا واطفالا كقبور الاولياء كما يقول الشاعر.

بعد الشجرة سمعت عن كرامات شيخ في منطقة (الهارثة) يجترح المعجزات وصار عديد زواره في اليوم يفوق عديد زوار المرضى للمستشفى التعليمي في اسبوع ومرة اخرى كبرت اكذوبة الدجال ولم تستطع الدولة تجاهلها فقبضت على السيد المذكور وراح يقبل الاقدام مترحما واطلق سراحه وراح يقول لمن يزوره ويساله كراماته ومعجزاته(ك.... امك عمي انا لاعندي كرامات ولا زر...اتريد تلبسني تهمة؟).

اخر بعد حين كشفت الدولة دجله يوم ماتت صبية كالورد بعد ان غرز في جسدها الغض مسامير كي يخرج (الجني)من رأسها فلما ماتت كشف اهل الفتاة قصة هذا الدجال للسلطة بعد ان اوصلوا ابنتهم بايديهم لحتفها...اعتقلته السلطة ومن معه من العاملين في وكر الشعوذة هذا وراح كل واحد من هؤلاء يلقي بالتهمة على الاخر حتى ان زوجة السيد المشعوذ هذا اعترفت على زوجها وراحت تفضح حسابات الارباح التي يجنيها من هذا الاذى الذي يبيعه على الناس.

هكذا هو الامر وهكذا سيستمر طالما بقي المجتمع بائسا وجاهلا.
هذه هي النتائج الطبيعية لمّا يصبح قادة المجتمع من جماعة العمامات الدجالة.
لذلك ليس امرا عجيبا ان نجد اليوم معسكرا للامام وغدا سيف الامام وبعده عمامته وشعرة من شاربه وربما جزء من حبة الفراولة التي دأب الامام على قضم واحدة منها في الافطار قبل ان يبدأ يومه.

سحقا لهذا الزمن الذي نعيشه.
سحقا لهذه الارض التي ولدنا فيها.
سحقا سحقا سحقا.
samialrubaiee@msn.com

خبــــــــــــــــر وتعليق(1)

خبر:
تعليق:

خبــــــــــــــر وتعليق(2)

خبر:
تعليق:

خبــــــــــــــر وتعليق(3)

خبر:حماس.
تعليق: وفي اي وقت

خبــــــــــــــر وتعليق(4)

خبر:.
تعليق: !

خبــــــــــــــر وتعليق(5)

خبر:
تعليق:

ملحمـــة كلكامش - طه باقـــر

جــــــدل الهـــويات - ســــليم مطــــر

.................

................

...................

.....................

.................

كركوك قلب العراق - ســــليم مطــــر

الذات الجريحـــــة - ســـليم مطـــــر

.....................

....................

...................

...................

......................

من الواح ســـــومر - سامويل كريمـــــر

خمسة الاف عام من الانوثة العراقية - سليم مطر

  © Blogger template 'Sunshine' by Ourblogtemplates.com | Distributed by Deluxe Templates 2008

Back to TOP